عنصر البورون

عنصر البورون

مقدمة :

* استعمل البورون كسماد منذ حوالي 400 سنة وكان يتداول لأغراض مختلفة تحت اسم تنكال وذلك بدون سابق معرفة في حياة النبات.
أول المؤشرات على أن البورون عنصر أساسي في حياة النبات كانت عام 1915 على يد العالم مازيه – فرنسا.
في عام 1923 قدمت العالمة كاترين في إنكلترا الدليل الأول على أن البورون فعلاً عنصر أساسي في النبات.
توالت الدراسات على هذا العنصر بعد ذلك حيث تبين عام 1930 أن 41 ولاية في أمريكا يوجد بها نقص بهذا العنصر على حوالي 90 محصولاً.
في سوريا كانت بداية تسجيل ظهور نقص البورون في محافظة حمص في أواخر السبعينات على محصول الشوندر السكري حيث زرع في هذه المناطق لفترة زمنية طويلة . في حينه استورد كمية 1 طن بورون لمعالجة أعراض النقص التي ظهرت.
ثم توالى استيراد كميات متفاوتة من هذا الموسم حتى عام 1993-1994 حين بدأت الصناعة المحلية تلبي جزء من احتياج القطر في هذا العنصر ، وترك أمر تداوله للقطاع الخاص إنتاجاً واستيراداً.
* يوجد البورون بكميات قليلة بالتربة ويحتاج النبات كميات بسيطة منه إذ تسبب الكميات الكبيرة بالتربة تسمم النباتات فهو يمتص على شكل ¯³(BO3) يتوفر في سوريا حوالي خمسة عشر نوع معتمدة حتى تاريخه ، جرى تحليلها واختبارها حقلياً ومنحت الموافقات لاستيرادها أو تصنيعها محلياً حسب التعليمات النافذة ويتداولها القطاع الخاص ، وأن معدل استخدام كل منها مثبت على اللصاقات الخاصة بكل سماد، مع الإشارة إلى أن أعراض نقص البورون تكون واضحة إذا احتوت التربة على أقل من 0.8 جزء بالمليون بورون وتكون شديدة إذا احتوت التربة على أقل من  0.5 جزء بالمليون من مقدرة بطريقة الماء الحار في حال تحليل التربة ، وعند التأكد من تدني مستوى هذا العنصر يمكن إضافة السماد الصلب إلى التربة بإحدى الطرق التالية :
  1. خلط الكمية المخصصة بقليل من التراب الجاف والناعم ونثرها على سطح التربة قبل عملية الفلاحة ومن ثم خلطها بالتربة بشكل جيد.
  2. يمكن حل الجزء المخصص لوحدة المساحة بكمية مناسبة من الماء ورشها على سطح التربة.
  3. وضعها مع مياه السقاية.
في حال عدم تحليل التربة وظهور الأعراض يستعمل هذا العنصر رشاً على المجموع الخضري وحسب التعليمات الموجودة على اللصاقات لكل نوع من أنواع الزراعة.

وجود البورون في التربة:

يوجد البورون في التربة بصورتين:
  1. معدني : أهم صوره بورات الكالسيوم والمغنزيوم والصوديوم الناجم عن ذوبان المعادن الحاملة له (الترمالين)
  2. عضوي :  في أجسام الأحياء الدقيقة والمركبات العضوية التي عند تحللها يتحول البورون العضوي إلى معدني ليستفيد منه النبات .
تستهلك النباتات كميات قليلة منه تتراوح مابين 20-250 /غرام/هكتار.

وضع البورون في التربة السورية

تعتبر الترب الحامضية التي انغسل البور منها وكذلك الترب الغنية بالكلس الحر والترب الرملية الفقيرة بالمادة العضوية ترب فقيرة بالبورون. يتراوح تركيز البورون بالتربة مابين 0.2-1.5 جزء بالمليون. وتعتبر كمية 1.5 جزء بالمليون مناسبة لأغلب الزراعات باستثناء الزراعات الشرهة للبورون التي تتطلب وجود كمية أكبر من ذلك.
حالياً يمكن ملاحظة أعراض نقص البورون في سوريا بشكل خاص على الشوندر السكري، الجزر ، الزهرة، الملفوف ، التفاح والكرمة في محافظات (ريف دمشق ، درعا ، حمص ، حماه، حلب) كما يمكن ملاحظته بدرجة أقل في (إدلب، الرقة ، دير الزور)
يحتاجه النبات بكميات بسيطة جداً ورغم أهميته لحياة النبات إلا أن كميات زائدة بسيطة منه تسبب السمية للنبات الذي لايتحمل أكثر من بضعة أجزاء بالمليون.
مع الإشارة إلى أن مياه الري قد تحتوي على كمية من هذا العنصر وتمد النبات بجزء من حاجته حتى ولوكانت هذه النسبة بسيطة جداً. أكثر النباتات استنزافاً له الشوندر السكري، البطاطا، الثمار الجذرية، الخضار، عباد الشمس والمحاصيل العلفية يليها محاصيل الحبوب.

أعراض نقص البورون على الملفوف (مقطع بالساق)

أسباب نقص عنصر البورون :

هناك أسباب عديدة لنقص هذا العنصر أهمها :
  1. فقدان جزء منه بالغسيل مما لايتيح للنبات الحصول على حاجته من هذا العنصر.
  2. سحب جزء من قبل جذور النباتات أي الاستنزاف المستمر بدون تعويض بإضافته إلى التربة أو رش النباتات خاصة في المناطق التي تزرع محاصيل مستنزفة لهذا العنصر وبشكل مكثف دون اتباع دورة زراعية.
  3. التكثيف الزراعي الذي يحدث خلل بين الكميات المتحولة من الصخور والممتصة من الجذور.
  4. زيادة الاستنزاف باستخدام الأصناف المحسنة عالية الإنتاج.
  5. النقاوة العالية للأسمدة المستخدمة حالياً والخالية من الشوائب ومنها عنصر البورون.
  6. زيادة محتوى التربة من عنصر الكالسيوم الذي يعيق امتصاصه.
  7. ارتفاع مستوى الماء الأرضي.

نقص البورون على الشوندر السكري

العوامل المؤثرة على تثبيت البورون:

هناك جملة من العوامل تسبب تثبيت البورون بالتربة لايتاح للجذور امتصاص حاجتها من هذا العنصر بشكل كاف أهمها:
  1. درجة تفاعل التربة ( PH التربة): أفصل امتصاص يكون عند درجة تفاعل تتراوح مابين 5-7 وأي عامل يؤثر على درجة تفاعل التربة يؤثر على درجة امتصاص البورون من قبل الجذور ومعظم الأراضي الزراعية في سوريا ذات درجة تفاعل عالية.
  2. محتوى الأرض من الطين: حيث تؤدي زيادة نسبة الطين في التربة إلى امتصاص وتثبيت جزء من البورون.
  3. التضاد مع العناصر الأخرى الزائدة: مثل الآزوت ، البوتاس، الكالسيوم.
  4. المادة العضوية: التي تثبت جزء من البورون القابل للإفادة وهذا الجزء يعود إلى التربة ثانية عند تحلل المادة العضوية.
  5. الجفاف: يساعد الجفاف على ظهور يساعد الجفاف على ظهور أعراض نقص البورون ويعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى أن الجذور عندما تتعرض للجفاف تتعمق في التربة بحثاً عن الرطوبة وهذه الأعماق محتواها من البورون أقل من الطبقات السطحية.

نقص البورون على الجزر

وظائف البورون في النبات:

لعنصر البورون مجموعة كبيرة من الوظائف في النبات أهمها:
  1. يتحكم بنسبة الماء داخل النبات وكذلك في امتصاص الماء من التربة.
  2. له علاقة بحركة السكريات إلى أماكن تخزينها لأنه يخفض استقطاب السكر ويقلل الجهد اللازم لانتقاله.
  3. له دور في إنبات حبوب اللقاح .
  4. مهم في عمليات التلقيح داخل الزهرة وتكوين الثمار.
  5. يؤثر على امتصاص بعض العناصر مثل الآزوت والبوتاس والكالسيوم.
  6. ضروري لتكوين الهرمونات في النباتات.
  7. يلعب دور في عملية تشكيل البروتينات في النباتات.
  8. له دور في انقسام الخلايا ونمو النبات خاصة في القمة النامية.
  9. هو أحد مكونات الأغشية بالخلية.

أعراض نقص عنصر البورون:

نظراً لأن عنصر البورون غير متحرك في النبات أي لاينتقل من الأجزاء القديمة إلى الأجزاء الحديثة فإن أول أعراض نقصه تظهر في القمم النامية والأنسجة المرستيمية وأهم أعراض نقص البورون موت البراعم والقمم النامية وموت أطراف الجذور وتكسر الأغصان والأوراق بسهولة.
أول عرض مرئي بصفة عامة هو موت القمة والأعراض التالية هي ازدياد سمك الأوراق وميلها للالتفاف وقد يظهر ابيضاض في بعض الحالات كذلك الأوراق تصبح سريعة الكسر، يمتنع النبات عن التزهير وإذا أزهر لاتعقد الثمار وإذا عقدت تكون سيئة المواصفات أما الجذور بصفة عامة تكون ذات نمو قزمي.
تختلف شدة الأعراض حسب درجة نقص هذا العنصر.
هناك أعراض خاصة تختلف باختلاف المحصول أهمها :
  1. على الشوندر السكري يلاحظ القلب الأجوف والذي يبدو أسود اللون.
  2. على القرنبيط يصبح الساق أجوف بني اللون.
  3. على التفاح يتشكل بقع فلينية على سطح الثمار.
  4. على اللوزيات لاتتفتح البراعم.
  5. على الحمضيات تظهر على الأوراق بقع مائية ثم تصبح شفافة ثم تسقط يتعرى الفرع من القمة إلى الأسف وفي الثمار يظهر على الألبيدو بقع بنية ويزداد سمك القشرة ولاتتكون البذور وتكون الثمار جافة وجامدة والعصير قليل وكذلك نسبة السكر.
  6. على الشعير والقمح لايتكون الحب في السنابل.
  7. على القطن وفي حالات النقص الشديد تأخذ نباتات القطن شكل دغل متشابك بسبب قصرالمسافات بين العقد ويموت النسيج الميرستيمي وتصبح الأوراق سميكة قابلة للكسر كما تسقط البراعم الزهرية يمكن ملاحظة انتفاخ حلقي داكن اللون مزود بشعيرات كثيفة على أعناق الأوراق.
  8. على البازلاء قصر السلاميات وموت المحاليق والقمم النامية.
  9. على القرنبيط يلاحظ سماكة في أوراق القمة وجفافها وسهولة تقصف أعناق الأوراق كما يلاحظ وجود فراغات كثيرة على رأس القرنبيط مع وجود تلونات بنية كما يصبح الساق أجوف بني اللون.
  10. على الخيار قصر السلاميات ونمو متقزم وسمك في القمة النامية وصغر الأوراق الحديثة مع التفافها.
  11. على البندورة موت القمة النامية وسماكة الأوراق الحديثة مع جفافها ويلاحظ تفلن على عنق الثمرة.

أعراض نقص البورون علر نبات الزهرة

أسمدة عنصر البورون

الأملاح النقية للبورون هي البوراكس وتركيزه 11% وحمض البوريك وتركيزه 17% ونظراً لأن تكلفتها عالية قياساً للأسمدة البوراتية يفضل استخدامها للرش الورقي بتركيز 20-250 جزء بالمليون حسب نوع الزراعة ودرجة النقص أو لنقع البذور بتركيز 0.03-0.1%.
كما يتوفر حالياً العدد من الأسمدة الحاملة لعنصر البورون على شكل رابع وخامس بورات الصوديوم وهي من الأسمدة الفعالة رخيصة الثمن قياساً لأسمدة العناصر الغذائية الصغرى الأخرى.
تتوقف الكميات الواجب إضافتها إلى التربة من مختلف الأسمدة البوراتية على عدة عوامل:
  1. محتوى التربة من عنصر البورون القابل للفائدة.
  2. تركيز البورون في السماد المستخدم.
  3. درجة تفاعل التربة
  4. نسبة المادة العضوية
  5. محتوى التربة من الآزوت – البوتاس – الكالسيوك.
حالياً انتشر استخدام أسمدة العناصر الكبرى الحاملة لنسبة بسيطة من عنصر البورون مثل سماد السوبر فوسفات المدعم بالبورون لاستخدامه في المناطق التي تعاني من نقص عنصر البورون.

السمية بعنصر البورون

تظهر السمية بعنصر البورون في المناطق الجافة وشبه الجافة وعند عدم توفر كميات كافية من مياه الري كما تظهر في المواقع التي تسمد بكميات كبيرة من أسمدة البورون ولفترات طويلة لذلك يجب التعامل مع أسمدة هذا العنصر بمنتهى الحذر خوفاً من الوصول إلى مرحلة السمية والتي تظهر فيها على النباتات أعراض مماثلة لأعراض النقص علماً أن الحد الفاصل مابين نقص العنصر والسمية به صغيرا جداً.

Delete this element to display blogger navbar

 
Powered by Blogger