الموضوع المتكامل عن ..... إستزراع الأسماك وتربيتها - أمراضها وطرق الوقاية منها.......



مقدمة:
إن مأساة الجوع من أكثر الأخطار التي تواجه سكان العالم، ومع تضاعف عدد السكان تتضاعف الحاجة إلى الغذاء. هنا جاء إصرار دول العالم على استغلال كافة الطاقات الغذائية لإنتاج وتوفير الأغذية لسكانها وجاء دور المصادر المائية في إنتاج مادة غذائية هامة هي الأسماك.
إن توفر المصادر المائية وتنوعها بالقطر يعني أن هناك إمكانيات كبيرة لإنتاج مادة الأسماك وتوفير كميات من الأغذية للسكان، وإن أهم طرق استغلال هذه المصادر في تربية الأسماك هو إقامة مزارع الأسماك الحديثة التي تعتمد على الأساليب العلمية الحديثة في تشغيلها واستثمارها وإذا ما توفرت مستلزمات الإنتاج والإدارة الصحيحة لها لأعطت كميات كبيرة من الأسماك تساهم مساهمة فعالة في تحقيق الأمن الغذائي للسكان.
وسوف نوجز فيما يلي بعض الأساسيات البسيطة لإنشاء مزارع الأسماك تسهل فهم طرق الإنشاء وتعطي فكرة عامة لهذه المزارع إضافة إلى بعض القياسات والأشكال التوضيحية لها.



فهناك العديد من الأنواع المختلفة من الأسماك فعلى سبيل المثال:
1- نجم البحر:




نجم البحر يتبع عائلة "الجلد شوكيات"، وهذه العائلة تتميز بوجود أشواك واضحة على جلدها وأفراد هذه العائلة مختلفة الأشكال فمنها المسطحة والقرصية والكروية والنجمية والتكاثر في هذه العائلة جنسي، ولا يمكن التفريق بين الذكر والأنثى من الشكل الخارجي.
وجسم نجم البحر نجمي الشكل ويتركب من قرص مركزي يستطيل استطالة شعاعية إلى خمسة أذرع مثلثة الشكل ومتينة ولها أطراف مسننة وجسمه مفلطح وله سطحان سطح علوي ويسمى السطح مقابل الفمي وسطح سفلى ويسمى السطح الفمي، ويتكون هيكل نجم البحر من صفائح أو قضبان مرنة تحت الجلد.
أما جلده فهو مغطى بشويكات مدببة الأطراف وله القدرة على الانثناء، لأن الألواح الصلبة التي تغطي السطح الخارجي متصلة ببعضها بواسطة أنسجة رخوة، كما إن نجم البحر له القدرة على فصل أذرعه الخمسة الواحدة بعد الأخرى عند وجود الخطر، ثم تتكون له أذرع جديدة وينمو نجم البحر إلى طول يصل إلى 40سم.
ونجم البحر يبقى فمه دائماً تجاه السطح الذي يزحف عليه كقاع البحر أو جوانب الصخور، وهو يتغذى على المحار مثل بلح البحر وأم الخلول، حيث له القدرة على فتح صدفة المحار والتهام الحيوان الذي بداخلها، كما أنه يتغذى على الشعاب المرجانية الحية وإذا كثر انتشاره كان ضرره كبير على البيئة البحرية لذا يجب الحفاظ على نسبة عالية من تواجد خيار البحر الذي يتغذى على يرقات نجم البحر ويحد من انتشاره. ويوجد نجم البحر بالقرب من الشواطئ وعلى الصخور وكذلك يوجد على عمق يزيد على 80 متراً تحت سطح البحر.

2- دجاجة البحر (أسد البحر):





وهي من الأسماك الشائع انتشارها بكثرة في البحر الأحمر قرب الشعاب المرجانية، وهي من الأسماك الجميلة بألوانها الجذابة المتناسقة في شكل خطوط بيضاء وحمراء متبادلة وبعضها زرقاء وبيضاء, ودجاجة البحر من الأسماك بطيئة الحركة وهي غير هجومية إلا في حالة انزعاجها أو محاولة اصطيادها.
والأشواك التي تغطي جسمها تكون أسطوانية الشكل مستطيلة يتراوح طولها من 10-20 سنتمتر وخصوصاً أشواك الزعنفة الظهرية والغدة السمية داخل تجويف الشوكة.

3- خيار البحر:






ينتمي خيار البحر للحيوانات البحرية اللافقارية المسماة (الجلد شوكيات)، ويوجد منه في البحر الأحمر 80 نوعاً، وخيار البحر يعيش على القاع إما مدفوناً في الرمال أو تحت الصخور وبين الشعاب المرجانية والطحالب والنباتات البحرية، ويحب المناطق المظلمة ويمشي في اتجاه عكس اتجاه الضوء، وينشط ليلاً ويختفي نهاراً حيث له القدرة على الحفر ودفن نفسه تحت الرمال، كما أن له القدرة على تعويض الأجزاء المفقودة منه إذا تعرض لأي خطر وهجوم .
خيار البحر من الحيوانات التي تتأقلم على المعيشة في أكثر من بيئة بحرية وعلى أعماق تتراوح من صفر إلى عمق 4000 متر ويتحمل درجات حرارة مختلفة قد تصل إلى درجة التجمد وهو من الحيوانات وحيدة الجنس.

4- سمكة العقرب:




وهى سمكة بحرية بشعة المنظر غير نشطة صغيرة الحجم إذ يبلغ حجمها 5-45 سنتمتر في الطول الكلي، وتسمى عقرب البحر لأنها تشبه العقرب من حيث الشكل المخيف والمنظر البشع، ولسمكة العقرب القدرة على تغيير لونها لتوافق لون المكان الموجودة فيه.
توجد الأشواك السامة على الزعنفة الظهرية والسم يوجد في غدد سمية بصلية الشكل تقع بالقرب من قاعدة الشوكة السامة التي في الزعنفة الظهرية، وعندما يصطدم جسم السمكة بأي كائن حي سواء سمكة أخرى أو إنسان تفرز هذه الأشواك ما بها من مادة سامة في جسم الكائن الذي داس عليها واصطدم بها، وغالباً ما تنكسر الشوكة في جسم المصاب وتسبب له آلاما مبرحة وانتفاخ في العضو المصاب مع حدوث تنميل لهذا العضو وقد يؤدي السم إلى حدوث غثيان وتقيؤ شديد وضيق في التنفس، وقد يؤدي إلى وفاة المصاب إذا ما تأخر إسعافه.



تاريخ وخواص الاسماك


نبذة عن تاريخ الأسماك:

تضم البيئات المائية على اختلاف أنواعها قرابة 150 ألف نوع من الكائنات الحية التي تعيش في الماء، وأكثر من 70ألف مليون طن من الأعشاب والطحالب والمواد العضوية الأخرى، ومن المعروف أن قرابة 71% من مساحة الكرة الأرضية مياه، وتمدنا هذه المسطحات المائية بجانب الأسماك بملح الطعام والأكسجين.
ويطلق لفظ الأسماك على الأحياء المائية من ذوات الدم البارد التي تتنفس بالخياشيم، وتمتلك زعانف وتنتمي لرتبة الفقاريات.
ولا نعرف على وجه التحديد متى انتقلت اللافقاريات إلى حيوانات فقارية، وذلك لأن هذا الانتقال تم منذ عهد سحيق، يتجاوز أربعمائة وخمسين مليون سنة، أي في العصر السيلوري الأدنى، والمعروف أن الأسماك هي الفقاريات الأولى التي ظهرت على سطح الأرض، وكانت جميعها في أول الأمر تنتمي لمجموعة الأسماك المدرعة.
وحتى العصر السيلوري الأعلى كانت أنواع الأسماك لا تزيد في الطول على عشرة سنتيمترات، ثم بدأت تظهر بعد ذلك أنواع من الأسماك المدرعة أرقى وأكبر حجماً، وقد أمكن العثور على بقايا الهياكل العظمية الخارجية من هذه الأسماك؛ وقلما عثر على هياكلها الداخلية، ويمكن اعتبار الأسماك مستديرات الفم الحديثة من أحفاد تلك الأسماك المدرعة القديمة.
وعلى الرغم من ذلك يطلق على كائنات بحرية أخرى لفظ "أسماك" ربما لا ينطبق عليها هذه المواصفات العلمية، مثل الحيتان وأسماك يونس أو ما يطلق عليه أيضاً (خنزير البحر) فهي حيوانات ثديية تتنفس عن طريق الرئتين وليس الخياشيم، كما أن الأصداف أو المحار لا تحتوى على عمود فقري، ومع ذلك يطلق عليها السمك الصدفي، وكذلك القشريات مثلاً من الكابوريا والجمبري وما إلى ذلك من أنواع أخرى قد لا تنتمي علمياً لفئة الأسماك.
وتتطلب سرعة الحركة في الماء شكلاً خاصاً للجسم، يحقق أقل قدر من المقاومة، وتتطلب أيضاً جهازاً يساعد على الاندفاع في الماء، فكان شكل السمكة نتيجة حتمية لظروف البيئة التي عاشت فيها الأسماك الأولى. وهكذا تطورت اللافقاريات إلى هيئة الأسماك المعروفة برءوسها المدببة التي تتصل بالجسم اتصالاً مباشراً دون عنق. كما بدأ الجزء الخلفي يتدرج في الانحدار عند الوسط، حتى يصل إلى نهاية مدببة عند الذنب، وتطلب الأمر وجود قائمة على نهاية الجسم تساعد سرعة الحركة، فكان لابد أن تنشأ الزعنفة الذيلية، كما دعمت الزوائد الزعنفية الصدرية بأسنة قوية قصيرة تساعد السمكة على العوم السريع.



الصفات العامة للأسماك:

تتميز الأسماك - مثل باقي الفقاريات - بوجود الهيكل المحوري أو العمود الفقري، الذي يتركب من فقرات منفصلة، ويحمي النخاع الشوكي والأجهزة الداخلية، كما يدعم أجزاء الجسم الأخرى، ويقع في تجويف الجسم الذي يحتوي على الأعضاء الحيوية .
ويتكون جسم السمكة من جزأين أساسيين؛ الجزء الأمامي هو بطن السمكة، أما الجزء الخلفي الذي يقع خلف تجويف الجسم، فيتكون معظمه من العضلات، ووظيفته الأساسية هي دفع الأسماك في الماء،ويطلق عليه اسم الذيل.
وتتميز الأسماك كذلك بوجود القشور التي تغطي جسمها، وتكون هيكلها الخارجي.. وتكسو جلود الأسماك أيضاً طبقة من مادة مخاطية تكمل ما للقشور من وظائف وقائية؛ فهي تحيط بالفطريات والجراثيم التي قد تعلق بجسم السمكة، وسرعان ما تشل حركتها، فتنزلق وتسقط دون أن تصيبها بضرر، أما إذا فقدت السمكة جزءاً من قشورها، فإن الميكروبات تستطيع أن تصل إلى الجزء العاري الخالي من المادة المخاطية، فتتعرض السمكة لكثير من الأمراض.
كما تتميز الأسماك أيضاً بوجود الزعانف التي تدعمها أشواك غضروفية أو عظمية؛ والزعانف تكون فردية أو زوجية.. فالفردية هي الزعنفة الظهرية والشرجية والذيلية، والزوجية هي زعنفتا الصدر.



ألوان الأسماك:

تختلف ألوان الأسماك ما بين الرمادي الفاتح، والأحمر الزاهر، والبني الذي يشبه الخضرة، إلى الألوان القاتمة التي اختصت بها أسماك القاع، وتمتاز الأسماك العظمية عادة بجمال ألوانها وتعددها، بينما تتجانس الألوان في الأسماك الغضروفية.
وتكتسب الأسماك ألوانها من أصباغ راسبة أو معلقة في خلايا خاصة ذات أضلاع أو فروع؛ وتحتوي الخلايا المضلعة على الصبغ الأصفر، بينما تحتوي المتفرعة على الصبغ البرتقالي والأحمر والبني والأسود. وهناك خلايا أخرى متفرعة، تتكدس فيها بلورات عاكسة للضوء من مادة تسمى " الجوانين"، وهي من إنتاج المواد الزلالية المهضومة، ويحملها الدم إلى هذه الخلايا التي تكثر على بطن السمكة ويعزى إليها اللون الأبيض والفضي.
وتختلف مقادير الصبغات والبلورات من سمكة لأخرى، فإذا ما كثرت الخلايا المحتوية على الصبغات، وكانت الألوان زاهية وواضحة؛ وإذا ما كثرت الخلايا البلورية، أصبحت الألوان باهتة؛ وعند انتشار السوائل الملونة داخل الخلايا يزداد لون السمكة وضوحاً، وإذا تراكمت الخلايا المختلفة الأصباغ بعضها فوق بعض ينتج منها ألوان متعددة - كما أن مادة " الجوانين" تستطيع أيضاً أن تحلل الضوء إلى ألوان الطيف، وبذلك تبدو السمكة من بعيد في ألوان خلابة ساحرة.
وتأخذ بعض الأسماك ألوان الأعشاب البحرية أو المرجان للهروب من أعدائها أو مباغتة فريستها، كما تتخذ أسماك القاع ألواناً تشبه الألوان السائدة فيه.
والضوء هو أكبر عامل في تكوين الألوان عند الأسماك، فهو يؤثر على أنسجة الجلد، ويدفعها إلى تكوين المواد الملونة.. ولا يتعدى انتشار الضوء وتخلله طبقات المياه أكثر من 400 متر، وينتج من هذا أن أسماك السطح تكون زاهية اللون، بينما تتجانس الألوان كلما ازدادا العمق حتى تصبح باهتة في الأعماق السحيقة وكذلك تبهت ألوان الأسماك التي تسكن الكهوف المائية المظلمة، ولكنها تستعيد ألوانها عندما تتعرض للضوء.
ويبدو جمال الألوان في الأسماك بوجه خاص في وقت التزاوج.. إذ يبدو الذكر في أزهى لون، حتى يستطيع إغراء الأنثى واجتذابها، ويرجع هذا إلى التغيير في الألوان إلى نشاط الغدد التناسلية.



طُــرق تقدير عمر الأسماك:

تُعتبر عملية تحديد عمر الأسماك من أهم العناصر اللازمة لتقييم المخزون السمكي ودراسة ديناميكية عشائرها، حيث تُمثل القاعدة التي تُبنى عليها الحسابات الخاصة بمعرفة معدلات النمو، والنفوق، ومعدلات إضافة الأجيال الجديدة التي تدعم المخزون السمكي.
وتتوافر العديد من الطرق التي يتم استخدامها لتحديد أعمار الأسماك ومعدلات نموها خلال دورة حياتها، إلا أن اختيار الطريقة المناسبة لنوع الأسماك قيد الدراسة


ومن تلك الطرق:



1- تربية الأسماك :
تعتمد هذه الطريقة على تربية الأسماك ومتابعتها وتحديد معدلات نموها خلال فترة تربيتها، إلا أن هذه الطريقة تبدو صعبة الاستخدام وباهظة التكلفة لما تحتاجه من مستلزمات وتقنية لازمة لعملية التربية والمتابعة، كما أن معدلات نمو ونفوق الأسماك عند تربيتها في أحواض قد يختلف عن معدلات النمو والنفوق في البيئة الطبيعة.

2- الترقيم:
تتلخص هذه الطريقة في اصطياد الأسماك و قياس أطوالها وأوزانها ثم زرع بطاقات دقيقة على أجسامها تحمل أرقاماً تم تدوينها لتدل على معلومات عن أطوال وأوزان وتاريخ رصد تلك الأسماك، ثم يتم إطلاق تلك الأسماك لتمارس حياتها بحرية في بيئتها الطبيعية.
يتم إعداد برامج متابعة يقوم خلالها الباحثون برصد الأسماك عند إعادة اصطيادها حيث يتم تسجيل بيانات أطوال وأوزان تلك الأسماك وتاريخ وأماكن صيدها، وبتوافر تلك المعلومات خلال فترة برنامج المتابعة، يتمكن المتخصصون من معرفة تحديد الأعمار ومعدلات النمو للأسماك خلال فترة مابين إطلاق الأسماك وإعادة اصطيادها.
وتعتبر هذه الطريقة من أهمها خاصة في دراسة ومتابعة ترحال وهجرة الأسماك، وقد أشارت الأبحاث إلى أن أهم المعوقات التي تواجهه استخدام تلك الطريقة هو التأثير الذي قد يسببه زرع تلك البطاقات على معدلات النمو و النفوق للأسماك التي يتم دراستها، إذ يتطلب الأمر إجراء العديد من الاختبارات للتأكد من أن البطاقات المستخدمة لا تسبب أي تأثير على الأسماك.
وتعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق استهلاكاً للوقت والجهد، نظراً لما تتطلبه من وقت في عملية تثبيت البطاقات (الترقيم) على الأسماك، و مزيداً من الوقت اللازم لإطلاق الأسماك في بيئتها الطبيعية بعد عملية الترقيم، ثم متابعة المصايد لرصد الأسماك المعاد اصطيادها.
وتتعدد أشكال البطاقات المستخدمة إذ يمثل الشكل الشعري و شكل المشبك وشكل الأقراص أكثر الأنواع شيوعاً، حيث يتم تثبيتها على الغطاء الخيشومي أو عند منشأ الزعنفة الظهرية للأسماك.
وبالإضافة إلى تلك الأنواع العادية من البطاقات فقد تم تصنيع أنواع أخرى أكثر تطوراً تسمى البطاقات الالكترونية التي تعد بمثابة كمبيوتر دقيق الحجم يتم تثبيته على جسم السمكة أو بداخلها. وتقوم تلك البطاقات الإلكترونية برصد المزيد من المعلومات الإضافية مثل الأعماق التي تتواجد فيها الأسماك كما يمكنها كذلك تحديد مكان تواجدها، حيث تخزن تلك المعلومات داخل البطاقات الالكترونية أو يتم استقبالها مباشرة أولاً بأول من الأسماك إلى مراكز الأبحاث عن طريق الأقمار الصناعة حيث توفر تلك الوسيلة عملية متابعة ورصد دقيقة لخط سير هجرة الأسماك.
ولتقدير أعمار ودراسة معدلات النمو للأسماك السطحية صغيرة الحجم يتم استخدام البطاقات الممغنطة دقيقة الحجم، وهى عبارة عن قطعة سلك ممغنطة يصل قطرها إلى 0.25 مم، يتم غرسها في فتحة الأنف، ويتم الكشف عن تواجدها بعد إعادة صيد الأسماك بواسطة جهاز كاشف يتم وضعه في مناطق إنزال الأسماك حيث يستطيع تحديد السمكة التي تحمل البطاقة الممغنطة ليتم نزعها وقراءة محتوياتها تحت المجهر.

3- استخدام الأجزاء الصلبة:
تستخدم العديد من الأجزاء الصلبة من هياكل الأسماك في تقدير العمر، مثل القشور، وعظام الأذن، وعظام الزعانف والغطاء الخيشومي وفقرات العمود الفقري. ففي معظم الأحيان تحتوى تلك الأجزاء الصلبة على حلقات تمثل النمو السنوي أو الموسمي لتلك الأجزاء والذي عادة يكون مرتبطاً بالنمو السنوي أو الموسمي للأسماك ذاتها، وتعد قشور الأسماك وبعض عظام الأذن الداخلية (حصاة الأذن) الأوسع استخداماً لتقدير عمر الأسماك نظراً لسهولة تجميعها وحفظها لفترات طويلة لحين قراءتها تحت الميكروسكوب.
ولقد وجد أن هذه الطريقة من أفضل الطرق استخداماً لمعرفة عمر السمكة وذلك لأن تجميع الأجزاء الصلبة للهيكل العظمي أو الأنسجة شبه الصلبة العظمية أو المتكلسة تنمو عادة بزيادة طبقات أو حلقات نمو مستمرة طوال فترة حياة السمكة.

ولكن كيف تتكون حلقات العمر على الأجزاء الصلبة:
تتميز الأجزاء الصلبة المذكورة آنفاً بتواجد حلقات تكون مناطق شفافة ومناطق معتمة تمثل فترتي توقف النمو وزيادة النمو، وهي تنشأ بفعل عدم انتظام النمو نتيجة التغيرات الموسمية في الغذاء ودرجة الحرارة والتبويض، ففي الشتاء عندما يقف النمو تعاني هذه الأنسجة من إعادة الامتصاص للغذاء وعندما يعاود السمك النمو في الربيع تحدث علامات واضحة على الأنسجة المتكلسة تعرف بالحلقات والتي تستخدم في تحديد عمر السمكة وأهم تلك الأنسجة المتكلسة القشور وحصاة الأذن.
في كل قشرة أو عظمة أذن، توجد منطقة تسمى بؤرة القشرة وهي بداية تكوين القشرة أو حصاة الأذن، وتقع البؤرة عادة بالقرب من المركز، وأثناء النمو تترسب حلقات على كل منهما تعرف بحلقات النمو، وأثناء فصل الشتاء تبطئ عادة حركة النمو أو تتوقف ثم تبدأ ثانية في النمو في فصل الربيع وعند ارتفاع درجة حرارة المياه أو في حالة الانتشار الغذائي بمناطق تواجد الأسماك، وعندها تستعيد السمكة نشاطها وتزداد قدرتها على التغذية، وبالتالي تزيد سرعة نموها، وعند ذلك يتغير نظام الترسبات الخاصة بحلقات النمو حيث تظهر الحلقات السنوية أو النصف سنوية طبقاً لحالة توافق الغذاء، وقد يتوقف النمو أو يبطئ لأسباب طارئة غير دورية قد تخالف موسم تكوين الحلقات السنوية، وفي هذه الحالة تتكون حلقات تسمى الحلقات الكاذبة وتعرف بأنها غير منتظمة وغير مكتملة الاستدارة حول البؤرة.

كيفية استخدام القشور وحصاة الأذن لمعرفة العمر:
لتحديد العمر ومعرفة معدلات النمو تؤخذ القشرة عادة من المنطقة الواقعة خلف نهاية الزعنفة الصدرية، إما من أعلى أو من أسفل الخط الجانبي (وهو الأفضل)، ويجب تنظيف مكان أخذ العينة قبل أخذ القشرة لإزالة ما قد يكون عالقاً بها من قشور أسماك أخرى أكبر أو أصغر منها في العمر.
يتم بعد ذلك تجهيز القشور لدراستها عن طريق تنظيفها بوضعها في محلول هيدروكسيد الألومونيوم بتركيز 5% لمدد تتراوح ما بين بضع دقائق إلى عدة ساعات حسب حجم وسمك القشرة، ثم تفرك القشرة بفرشاة صغيرة لإزالة أي أغشية أو أوساخ ثم تغسل بالماء وتوضع تحت المجهر ذو العدسة المدرجة في طبق فحص به قليل من الماء، ثم تقاس أنصاف أقطار الدوائر من البؤرة إلى حافة القشرة الأمامية باستخدام العدسة المدرجة ثم تدون تلك البيانات في استمارة خاصة.
أما تجهيز حصاة الأذن لدراستها فيتم عن طريق إتباع نفس الخطوات السابقة، إلا أن عملية تنظيف عظام الأذن تتم باستخدام الماء ويتم عمل قطاعات رقيقة من الحصاة باستخدام أجهزة قطع خاصة، ثم يتم قراءة الشرائح تحت المجهر.

العلاقة بين طول السمكة ونصف قطر القشرة أو حصاة الأذن:
لدراسة معدل النمو في الطول لابد من إيجاد العلاقة بين طول السمكة ونصف قطر قشرتها أو عظمة الأذن خاصتها، وذلك عن طريق رسم بياني يمثل فيه الإحداثي الصادي طول السمكة والإحداثي السيني يمثل نصف قطر القشرة، وتستخدم هذه العلاقة في التعرف على طول السمكة خلال فترة حياتها باستخدام وسيلة تسمى طريقة الحساب العكسي، حيث على سبيل المثال إذا كان لدينا سمكة عمرها ثلاث سنوات، فإن طرقة الحساب العكسي تمكننا من معرفة طول السمكة عندما كان عمرها عام، وطولها عندما كان عمرها عامين وهكذا.

الطرق الإحصائية باستخدام تكرار الأطوال:
تستخدم هذه الطرق عادة في تقدير أعمار الأحياء البحرية من اللافقاريات (حيث لا يوجد هيكل عظمى)، وبعض أنواع الأسماك التي لا تظهر على أجزاء هيكلها العظمى حلقات نمو، وتعتمد هذه الطرق على دراسة التوزيع التكراري لأطوال الأسماك حيث تمثل كل قمة في منحنى الأطوال، مجموعة عمريه للأسماك قيد الدراسة.


أنماط تكاثر الأسماك


الأسماك الغضروفية:
تنقسم الأسماك الغضروفية بالنسبة لأنماط تكاثرها إلى قسمين، الأول يبيض في الوسط المائي، والآخر يحمل الجنين داخل بطن الأنثى.
وللذكور في بعض أنواع الأسماك الغضروفية زوجين من الشبك متصلين بالزعانف الحوضية ويساهم الشبك في إدخال الحيوانات المنوية في الأنثى لتلقيح البيض داخل قناة البيض، بعدها إما أن يبقى البيض الملقح داخل بطن الأنثى أو يوضع على قاع البحر.
يغلف بيض الأسماك الغضروفية التي تضع بيضها على قاع البحر بغلاف من مادة معينة، ويستغرق وقت حضانة البيض حتى يفقس على قاع البحر، أو لاصقاً في الصخور نحو شهر إلى ثلاثة أشهر أو أكثر وقد يصل إلى سنة في بعض الأنواع في المياه الباردة، وبشكل عام تتميز الأسماك الغضروفية التي تضع البيض في الوسط المائي بصغر حجمها وهي تضع أعداد كبيرة من البيض قد يصل إلى 200 بيضة.
أما الأسماك الغضروفية التي تحمل صغارها في بطنها حتى يكتمل نموها، فهي في الغالب كبيرة الحجم وتضع القليل من الصغار، ولكن تكون الصغار مكتملة النمو وكبيرة الحجم نسبياً ولديها القدرة على السباحة.

الأسماك العظمية:
غالبية الأسماك العظمية التي تعيش في البحار تقذف البيض في الوسط المائي، ويقوم الذكر بتلقيح البيض بقذف الحيوانات المنوية في الماء ويتم التلقيح خارجياً، ويتصف البيض بكثافته الخفيفة بالمقارنة مع الماء المالح (الوسط المائي) كما يتكون في البيض ما يسمى البؤرة الزيتية مما يجعل البيض الملقح طافياً. ومن أشهر أنواع الأسماك التي تنتج بيوضاً كثيرة تطفو فوق سطح الماء أسماك الهامور والسبيطي، إضافة إلى العديد من الأسماك التي تعيش على الشعاب المرجانية، وهناك عدد قليل من الأسماك العظمية تنتج بيضاً يلتصق بالصخور أو النباتات البحرية، كما أن البعض الآخر يحمل البيض في فجوة خاصة في بطن السمكة مثل حصان البحر وأخرى تبيض في عش خاص تبنيه بنفسها وتدافع عن بيضها حتى يفقس كبعض الأسماك الصغيرة مثل المْليجَ.
وتطرح الأسماك العظمية البحرية كميات كبيرة من البيض في السنة الذي يتميز معظمه بشكله الكروي وحجمه صغير وقطره يتراوح ما بين نصف إلى 1ملم، وبالمقابل فإن هذه الأعداد الضخمة من البيض تواجهها معدلات عالية من النفوق بسبب الافتراس من قبل الأسماك والكائنات البحرية الأخرى أو حتى من قبل الأبوين.
وبعد أن يفقس البيض الذي عادة ما يستغرق يوم إلى يومين يبدأ طور اليرقة التي تبدأ بالتغذية على المح اللاصق بها وبعد يومين تبدأ في البحث عن الغذاء المناسب. وتنتقل اليرقة بواسطة التيارات أو الأمواج وتكون حركتها بسيطة ومحدودة بحكم حجمها الصغير. وتنمو اليرقة إلى أن تصل إلى سمكة يافعة بعد نحو45 يوماً من الفقس.


أمراض الأسماك

تختلف أمراض الأسماك من حيث مسبباتها وأنواعها وشدتها سواء تلك المنتشرة في المرابي الطبيعية أو المقامة لهذا الغرض، فقد تكون هذه الأمراض ناجمة عن عدوى بكتيرية أو فيروسية أو حتى فطرية.
وقد تنجم عن الماء أو الغذاء إن كان ملوثاً، وفى أحيان أخرى تتسبب الطيور المائية أو حتى الأعداء الطبيعية للأسماك في بيئتها إلى ظهور نوع ما من الأمراض التي تصيب الأسماك.
كما أن هناك تماثل كبير بين الأمراض التي تصيب الأسماك مع كثير من الأمراض التي تصيب الحيوانات، فمن حيث المسببات تنحصر في: البكتريا و الفطريات والطفيليات والفيروسات.
وفي الآونة الأخيرة انتشرت العديد من الأمراض مع بداية ظهور وانتشار الزراعة المكثفة للأسماك، خاصة وأن عملية التكثيف وتربية أعداد كبيرة في مساحة صغيرة ساعدت على سرعة انتشار الأمراض، مما ترتب عليه نفوق أعداد كبيرة أثر بشكل ملحوظ على العائد الاقتصادي للمزارع السمكية.
ويرى الخبراء أن زيادة عدد الوحدات المنزرعة في وحدة المساحة ساعد على تركيز المخلفات في البيئة، وبالتالي أدى إلى الإخلال بأحد عوامل التوازن الطبيعي للبيئة، ومثال على ذلك ما حدث في اليابان من حيث ارتفاع مستوى عنصر الزئبق في الأسماك فيما عرف باسم مرض (مينا ماتا).

كيف تتعرف على الأسماك المريضة؟
تموت الأسماك فجأة إلا إذا كان هناك سبب مباشر لذلك مثل وجود مواد سامة بالحوض أو سريان تيار كهربائي بالماء أو ارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة بدرجة لا تتحملها الأسماك أما في الظروف الطبيعية فان موت الأسماك لا بد أن تسبقه عوامل وأسباب تساعد على الإصابة بالأمراض ثم تكون النتيجة النهائية موت هذه الأسماك وقد تكون هذه الأسماك مصابة بمرض ما.
ولمعرفة ما إذا كانت الأسماك مريضة أم لا، فعلى المربي أن يراقب ويلاحظ سلوك هذه الأسماك في الحوض من حيث طريقة الأكل ومعدلات التنفس ومعدل سرعة السباحة والحركة وسلوك السمكة تجاه الأسماك الأخرى بالحوض، حيث تتفاوت الظواهر المرضية التي تظهر المزارع السمكية من حيث الشدة بين انخفاض معدلات النمو أو نفوق كل القطيع.
يتكلف العلاج اللازم في حالة إصابة إحدى المزارع السمكية بمرض ما تكلفة عالية، هذا بالإضافة إلى أن نتائجها غالباً ما تكون غير مضمونة، خاصة مع وجود كمية كبيرة من المخرون السمكي، مما يؤدى لسرعة حدوث العدوى .
لذلك تعتبر الوقاية في المزارع السمكية من أهم الأمور لنجاح المزرعة، وتعود أسباب المرض نتيجة سوء أساليب الرعاية للأحواض ومعاملات التربية، سواء للزريعة أو الأسماك.
ويحتاج الأمر إلى ضرورة التعرف على هذه الأمراض، ولكي يتم ذلك لابد أولاً من التعرف على الأعراض المرضية التي تظهر على الأسماك، كما أنه عن طريق التشريح يمكنك الاستدلال على المرض في بدايته وسرعة العلاج أو الاستعانة بأخصائي في هذا المجال.
ويساعد ذلك المربى على إجراء بعض الاحتياطات للأحواض التي ظهرت بها الإصابة لمنع انتشار المرض عن طريق عمل بعض الإسعافات الأولية حتى يتم استدعاء الطبيب المتخصص لكتابة روشتة العلاج.

علامات وجود المرض:
1. الحركة غير العادية للأسماك، وهذه الظاهرة تسمى بالبرق، كأن تكون الحركة سريعة وعصبية، أو تقوم بحركات دائرية داخل المياه مع حركتها العادية وقد تكون الحركة حلزونية مع اتجاه الرأس أو الذيل لأعلى، وكل حركة من هذه الحركات تشير إلى نوع لمرض معين.
2. سباحة الأسماك ببطء شديد وترنحها يمينا و يسارا أثناء السباحة.
3. سباحة الأسماك وزعانفها مقفلة وليست مفتوحة.
4. محاولة الأسماك للقفز من الماء وخارج الأحواض، أو اتجاه السمك للسباحة. على سطح الماء في تجمعات مع فتح الفم لاستنشاق الهواء الجوي.
5. السباحة غير المألوفة للأسماك، بحيث يكون الرأس لأعلى أو لأسفل.(عامودي) أو في وضع مائل أو على القاع.
6. عزوف الأسماك عن تناول الطعام.
7. ارتفاع معدلات العكارة في مياه بالحوض عن الطبيعي مع حدوث تغيير في الرائحة.
8. زيادة أعداد الطيور المائية حول الأحواض.
9. زيادة معدل التنفس بشكل ملحوظ، وذلك بأن تطفو السمكة على السطح وتقوم بفتح وغلق الفم والغطاء الخيشومي بمعدلات سريعة.
10. فقدان السمكة لتوازنها.
11. عدم محاولة السمكة الهروب عند الاقتراب منها أو محاولة إثارتها.
12. حك السمكة جسمها مع الأحجار والأجسام الصلبة الموجودة بالحوض أو على جانيه.
13. تغير ألوان الأسماك وخاصة أثناء النهار.
وتجدر الإشارة إلي أن بعض التغيرات التي تحدث للأسماك قد لا تكون ناتجة عن إصابة هذه الأسماك بالأمراض، بل تكون تغيرات طبيعية تحدث للأسماك في وقت ما، ففي بعض الأنواع إذا اقترب موسم التزاوج فإن الأسماك تصبح أكثر شراسة كما تتغير ألوانها بسرعة كبيرة وذلك نتيجة لإفراز هرمونات جنسية معينة، وهنا يجب التفريق بين التغيرات التي تحدث بسبب العمليات الحيوية وتلك الناتجة عن الإصابة بالأمراض.

فحص الأسماك ظاهريا :
بعد متابعة تلك العلامات التي تشير إلى وجود حالات مرضية بالحوض يجب التأكد من ذلك وتأكيد هذه الشواهد عن قرب باصطياد عدد من الأسماك ومراقبتها في حوض أو إناء زجاجي لمتابعة العلامات الظاهرية على الأسماك، مثل:
1. البحث عن حدوث تغير في لون السمكة، وقد يظهر رشح دموي على الجلد في شكل بقع حمراء، وأحياناً تكون بيضاء أو حتى سوداء أو في شكل قرح سطحية أو بقع قطنية الشكل.
2. حدوث تورم في مناطق البطن أو العينين أو فتحة الشرج.
3. ظهور أماكن خالية من القشور على سطح السمكة مع وجود قرح مكانها بين المسامات التي لم تسقط قشورها.
4. ظهور ديدان بين القشور أو الزعانف أو داخل العضلات.
5. تغير لون البراز إلى اللون الطيني.
6. ظهور تشوهات في جسم السمكة.
7. محاولة الضغط على ضلوع السمكة، وفى حالة حدوث كسر يمكن اعتبار مؤشراً للمرض، نظرا لضعفها.
8. محاولة الضغط على بطن السمكة المنتفخة، وفى حالة وجدت يدك تغوص فيها لرخاوتها وطراوتها، هذا يعنى وجود ارتشاحات مائية تملأ التجويف البطني، وهو مؤشر للإصابة بمرض كبير.
9. يمكنك إمرار يدك في اتجاه القشور من الأمام للخلف ، وفى حالة لو شعرت بوجود خشونة لبعض النتوءات المنتشرة على جسم السمكة يعد ذلك مؤشراً لبعض الأمراض البكتيرية أو الفطرية.
10. كما يمكن فتح إحدى هذه الأسماك التي ظهرت عليها بعض من هذه الأعراض السابقة لمزيد من الفحص، والاقتراب أكثر من تشخيص المرض.

تشريح السمكة :
لتشريح السمكة، قم بفتحها بداية من فتحة الشرج مع الاتجاه للأمام وصولاً للبلعوم باستخدام مقص، ثم قص حول التجويف البطني للسمكة بداية من فتحة الشرج لأعلى وللأمام ولأسفل مرة أخرى .

المشاهدات:
1. إذا كانت السوائل الموجودة بالتجويف البطني داكنة اللون وليست شفافة، فهذا يعد إشارة على وجود مرض ما، كما يمكن تفحص وجود ديدان من عدمه.
2. في حالة تغير لون الكبد من البني إلى الفاتح أو الأخضر أو حتى وجود بثور لونها رمادي، كما يلزم فحص مدى امتلاء الحويصلة المرارية بالسائل المراري، فإن كل ما سبق يعد مؤشراً جيدا للتعرف على طبيعة المرض.
3. في حالة تغير لون الكلى والطحال من لونهما الطبيعي الأحمر، بحيث يبدو بهما أي شحوب في اللون أو امتلائهما بالبثور الرمادية اللون فهذا دليل أيضاً على وجود المرض.
4. فحص لون وشكل الحويصلة الهوائية وتأكد من امتلائها بالهواء ولونها الأبيض وأي اختلاف أو تشوهات كظهور بقع حمراء أو بنية اللون أو امتلائها بالسوائل، فتعتبر في هذه الحالة مريضة.
5. فحص العضلات بعمل قطع طولي وعرضي خلالها والبحث بداخلها عن وجود بثرات بنية أو وجود حويصلات في حجم حبة الفول أو فجوات ممتلئة بالسوائل.
6. فحص الخياشيم وتأكد أن لونها بني داكن وأي لون مخالف فيعتبر دليلا لأمراض كثيرة تصيب الأسماك وتؤثر على مظهر ولون الخياشيم. (ظهور بقع لونية على الخياشيم، أو تآكل أجزاء منها وخاصة عند الأطراف، وجود مواد مخاطية أو وجود بعض الطفيليات).
7. فحص الأمعاء من الخارج لمشاهدة أي احتقانات عليها تشير للمرض، وافحصها من الداخل إذا كانت منتفخة للبحث عن الطفيليات المرضية.
ويمكن تقسيم الأمراض التي تصيب الأسماك نسبة إلى العضو المصاب، وتصنف في هذه الحالة إلى أمراض خيشومية أو جلدية أو كبدية، هذا بالإضافة إلى التقسيم تبعاً للمرحلة السنية أو حتى الموسم الذي تنتشر فيه.


أ- الأمراض البيئية:

إن ثبات وجودة البيئة من أهم عوامل حماية الأسماك من الأمراض، حيث أن بعض الأسماك تكون أكثر حساسية لعوامل البيئة التي تعيش فيها من حيث حدوث نقص أو خلل في الخواص الطبيعية أو الكيماوية للماء كنقص الأكسجين أو ارتفاع معدلات الحموضة أو القلوية أو وجود ملوثات تؤثر على نمو وحياة الأسماك، حيث تعيش الأسماك في حالة من التوازن بين عناصر البيئة وفى حالة حدوث أي خلل في هذا الاتزان البيئي للمياه يحدث المرض والعدوى للأسماك.

ومن العوامل الرئيسية التي تساعد على توازن البيئة الطبيعية:

1- التغذية:
يمكن للأسماك في البيئة الطبيعية المتوازنة القيام بعملية انتفاء للغذاء المناسب الذي تحتاج إليه، وذلك على عكس المزارع السمكية، حيث يعمل المربى على توفير هذه الاحتياجات عن طريق ما يعرف بالتغذية المكملة، وأي نقص أو زيادة في هذه الاحتياجات أو اختلاف في النوعية يؤدي إلى خلل وبالتالي لمرض للأسماك .
ومن الجدير بالذكر أن أفضل البروتينات التي تضاف للعليقة، هو ما كان من مسحوق السمك، إلا أن معامَلات هضم مساحيق الأسماك تختلف فيما بينها، بل إن معاملة بعض المساحيق بحرارة مرتفعة تسبب زيادة نسبة نفوق السمك وأمراض الكبد.
كما وجد أن إضافة مخلفات المجازر من دهون الخنازير ولحوم ودهون البقر غير ملائمة للأسماك النهرية، حيث تؤدى لإتلاف الكبد، ويتسبب زيادة بروتين العليقة عن (44%) إلى الإصابة بالكبد الدهني في أصناف البلطي الأخضر، بينما يؤدى انخفاضه لظهور أعراض قد تؤدى لنفوق أسماك البلطي الموزمبيقي.

2- درجة الحرارة:
من المعروف أن لكل صنف من الأسماك مدى معين من درجات الحرارة تعيش فيه وأن أي تغير أو تجاوز لهذا المدى يؤدي لحدوث خلل في سلوكها ووفاتها لعدم قدرتها على أقلمة جسمها مع درجات الحرارة المختلفة للمياه، فعلى سبيل المثال فإن نقل زريعة الأسماك من بيئة مائية مختلفة الحرارة عن البيئة الجديدة في أحواض التحضين بشكل مباشر ودون مراعاة للتدرج، قد يؤدي إلى حدوث صدمة عصبية تسبب موتها جميعا.

3- توافر الأكسجين:
تتنفس الأسماك الأكسجين الذائب في الماء وتطرد ثاني أكسيد الكربون، وقد يؤدى انخفاض نسبة الأكسجين وارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون لتسمم الأسماك، ويمكن التخلص من ذلك بإيجاد النباتات الدقيقة (البلانكتون) مما يساعد على إيجاد التوازن الطبيعي المطلوب داخل المياه نتيجة قيامه بعملية التمثيل الضوئي، ويلاحظ أن النباتات تستهلك الأكسجين ليلاً مع الأسماك حتى تنخفض نسبة الأكسجين في المياه في الفترة الأخيرة من الليل، ويستدعي ذلك عدم زيادة الكائنات النباتية بصورة أكثر من اللازم والتي يمكن حسابها عن طريق أقراص الشفافية.

4- التلوث:
يعد التلوث أخطر المسببات التي تؤدى لإصابة الأسماك بالأمراض، وخاصة في حال الاعتماد على مصادر المياه التي تصب فيها المصانع عوادمها أو مخلفات الصرف الصحي، كما يعد الصرف الزراعي وما تحمله مياهه من مبيدات من مسببات الأمراض نفسها.

ويمكن تقسيم الملوثات إلى ثلاث فئات:

1. الملوثات السامة والمثبطة:
التيارات الحرارية، العناصر الدقيقة غير الضرورية للحياة كالكروم والنيكل والزئبق والرصاص والألومنيوم والتياتينوم والكلور الحر والسيانيد والفوسفور العنصري، أو زيادة مستوى العناصر الدقيقة الحيوية كالحديد والمنجنيز والزنك والنحاس والملوبيديوم، بعض مركبات الزيوت المعدنية أو مشتقاتها، الفينولات والمنظفات والهيدروكربونات المكلورة، زيادة مستوى النيتريتات والأمونيا وكبرتيد الهيدروجين، المستويات العالية من الأحماض والقلويات.

2. الملوثات الغنية:
وتطلق على كل ما يزيد المستوى العادي من المغذيات كالأمونيا والنيترات والنيتريت والفوسفات، والمواد العضوية كالفيتامينات والهرمونات النباتية، مياه صرف المزارع.

3. أراض غروية:
تعيق المادة الغروية وصول الضوء إلى القاع، كما يعيق عمل الخياشيم وأعضاء الترشيح، ومن أهم مصادرها أكوام الروث من محطات المجارى ومخلفات محطات المعالجة المائية، عمليات التعدين على الشواطئ وتحت الماء.


ب- الأمراض الطفيلية:

هناك العديد من الطفيليات وحيدة الخلية أو عديدة الخلايا تصيب الأسماك بشكل عام، ويمكن رؤية بعض هذه الطفيليات بالعين المجردة، وهي ملتصقة بالعائل (الأسماك) أو مغروسة بداخل الجلد.
وهذه الطفيليات تتغذى على السوائل الداخلية للأسماك، وهو ما يؤدي إلى زيادة معدلات النفوق، ومما يزيد من خطورة الأمراض الطفيلية أنها تزيد من فرص إصابة الأسماك بالأمراض البكتيرية والفطرية، حيث تدخل البكتيريا والفطريات من مكان التصاق هذه الطفيليات بالجسم، والأسماك المصابة دائما ما تحك جلدها بالأجسام الصلبة مثل الصخور والحصى وجدران الحوض بغرض التخلص من الطفيليات العالقة بها.
وتتوقف خطورة الإصابة على نوع وشكل وحجم الطفيليات ففي بعض الحالات يظهر المرض على هيئة بقع حوصلية بيضاء أو سمراء سرعان ما تغطي الجسم كله وتؤدي إلى زيادة معدلات النفوق، وفي حالات أخرى يظهر المرض على شكل التهاب ونزيف في أماكن الإصابة.
ومن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الطفيلية، زيادة أعداد الأسماك في الحوض فزيادة أعدادها تزيد من فرصة احتكاكها وتلامسها مما يزيد من فرصة انتقال الطفيليات بينها لذلك يجب مراعاة عدم زيادة الأسماك عن المعدل المطلوب.
ولعلاج الأمراض الطفيلية يستخدم الفورمالين لمدة ساعة أو محلول ملح الطعام لمدة 5 دقائق، كما يمكن استخدام أخضر ميثيلين لمدة ساعة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه بالإضافة للأمراض الطفيلية الخارجية فإنه يوجد طفيليات أخرى تعيش داخل الأعضاء المختلفة للسمكة مثل الجهاز الهضمي والكلي والعضلات، وهذه الطفيليات يصعب التعرف عليها خارجياً ولابد من إجراء عملية تشريح داخلي للسمكة لكي يتم التعرف على مثل هذه الطفيليات. ولابد أيضاً من مراقبة الأسماك بدقة أثناء فترة وضع الدواء في الماء، حيث بعض الأسماك لها حساسية خاصة للمواد السامة وقد تظهر عليها أعراض الاختناق وتسوء حالتها وهنا يجب نقلها فوراً من حوض المعالجة لحوض آخر، ويستحسن أن تبدأ عملية العلاج بمعالجة سمكة واحدة أو اثنتين بالمادة التي يراد تجربتها فإذا أثبتت هذه المادة فاعليتها تعالج باقي الأسماك وإذا ظهرت أي آثار عكسية يجرب دواء آخر مع مراعاة أنه يجب تنظيف الحوض وإزالة المخلفات وتقليل كمية النباتات الطبيعية قبل وضع الدواء بالحوض.

أ- مرض حويصلات الميتاسركاريا:
تحدث هذه الإصابة عن طريق تلوث مياه الأنهار بالمخلفات الآدمية والحيوانية والتي تنتقل منها بويضات الديدان على هيئة مذنبات لعائل وسيط مثل القواقع أو القشريات الصغيرة، ثم تخرج للماء في شكل سركاريا ويرقات تصيب الأسماك مثل البلطي والقراميط فتصاب في الخياشيم والعين في القراميط تصيب الكلى وتحت الجلد والفم، والبوري حيث تصيب الأحجام الصغيرة.

الأعراض:
الأسماك المصابة يحدث لها التهابات في أماكن الإصابة، وقد لوحظ أن الحويصلات تتجمع في أغشية الفم المخاطية وحول فتحة الفم وتحت جلد البطن في كثير من الأسماك بحيث يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
وتعتبر هذه الحويصلات ناقلة للعدوى بالديدان المعوية للإنسان (مرض الأسماك ) مما يؤدي إلى حدوث نزلات معوية مدممة للإصابة بهذه الديدان والخطوة الأكبر في البويضات التي تنتقل من الأمعاء إلى القلب عن طريق الدم، مما يسبب التهابات به.

ب- التهاب الجلد:
تصاب الأسماك بهذا الطفيل وحيد الخلية والمتواجد في المياه ويهاجم جلدها وخياشيمها منا يحدث التهابات ونتيجة لهذه الالتهابات الشديدة تسبح الأسماك بحركات غير منتظمة وتحك جسمها أثناء السباحة في جدار الحوض أو النباتات أو الحجارة في أحواض الأسماك.
وبالفحص الخارجي للأسماك يلاحظ ظهور بقع رمادية على الجليد ويغطى بطبقة جيلاتينية سهلة الانفصال مسببة قرح دامية، وتعمل الأسماك على التنفس قرب سطح الماء، ويجب عزل الأحواض المصابة والتخلص من الأسماك المصابة والتطهير قبل الدفعات الجديدة.


ج- الأمراض الفطرية:

هي أمراض ثانوية إذ أنها تصيب الأسماك المصابة مسبقاً ببعض الجروح أو الأمراض البكتيرية أو الطفيلية، أو الأسماك الموضوعة تحت ظروف غير ملائمة، وبعض الأمراض الفطرية مثل (السابرولوجنيا) يمكن التعرف عليه وتشخيصه بسهولة حيث أنه يظهر على شكل خيوط بيضاء تشبه إلى حد كبير فطر غفن الخبز ويظهر على شكل كريات قطنية تغطي الجزء المجروح أو المصاب من جسم السمكة.
ومن أهم العوامل التي تساعد على انتشار الأمراض الفطرية في الأسماك تلوث الماء وعدم تهويته وزيادة نسبة الأمونيا وغيرها من المواد السامة فيه، والأسماك المصابة بالأمراض الفطرية يبدو عليها الضعف وعدم القدرة على السباحة بشكل طبيعي وسرعة التنفس، كما تزيد إفرازات السائل المخاطي على المناطق المصابة من جسم السمكة.
وعموما تعالج الأسماك المصابة بالسابرولوجنيا بتغطيسها في محلول مركز من أخضر المالاكيت لمدة 30 ثانية، كما يمكن استخدام محلول برمنجنات البوتاسيوم لمدة ساعة ونصف وقد ثبت أيضا أن محلول ملح الطعام له فعالية عالية في علاج السابرولوجنيا، ويتم ذلك عن طريق غمس السمكة في محلول منه لمدة 2-4 دقائق، ويتم العلاج بشكل يومي حتى تزول أعراض المرض، وفي جميع الحالات لابد من نظافة الحوض نظافة تامة وزيادة معدل التهوية مع مراعاة إطعام الأسماك بعد وضع الدواء بالحوض طوال فترة العلاج.

مرض الجلد الفطري:
في جميع الأمراض التي تصيب الخياشيم وهي جهاز التنفس للسمكة باستخلاص الأكسجين الذائب في الماء وحدوث عطب بها تلجأ الأسماك إلى محاولة الحصول على الهواء الجوي عن طريق الفم.
فيصيب هذا المرض الجلد والخياشيم بالتعفن عن طريق فطر سابرولجينا، وتزداد الإصابة بهذا المرض مع انخفاض الحرارة في الشتاء ووجود أي إصابات على الجلد أثناء الصيد يساعد على انتشار العدوى.
وبالفحص الخارجي تشاهد القرح الجلدية وهي مغطاة بالفطر الذي يشبه تجمعات وبر القطن على الزعانف والجلد أو الخياشيم ويتحول للون الخياشيم للون الرمادي المصفر، ويجب التخلص من الأفراد المصابة والميتة مع رفع منسوب المياه.


د- الأمراض البكتيرية:

بما أن الأسماك تعيش في الماء فإن فرصة إصابتها بالأمراض التي تسببها البكتيريا تكون عالية جداً، وبطبيعة الحال تنتشر هذه الأمراض البكتيرية إذا كانت الظروف ملائمة أي أنها تنتشر في حالة زيادة كثافة الأسماك أو عند إصابتها بجروح أو خدوش أو إذا كان ماء التربية غير صالح، وفي هذه الحالة يكون معدل نفوق الأسماك عالياً وسريعاً، وهذا يعني أنه عند نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في فترة وجيزة فإنه من المحتمل أن يكون ذلك نتيجة لانتشار أحد الأمراض البكتيرية في حوض التربية.
وفيما يتعلق بعلاج الأمراض البكتيرية فان بعضها يمكن علاجه، في حين أن البعض الأخر ليس له علاج حتى الآن. وبصورة عامة فإنه عند اكتشاف إصابة الحوض بمرض بكتيري فإنه يحظر نقل أية أسماك من هذا الحوض لأي حوض آخر كما يحظر أيضاً نقل الماء من الحوض المصاب إلى غيره من الأحواض، و تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن معظم المحاولات التي تجرى لعلاج الأمراض البكتيرية وغيرها من الأمراض هي محاولات قد تنجح وقد تفشل، كما أن ما يصلح من وسائل العلاج لنوع من الأسماك قد لا يصلح لنوع آخر، إلا أنه في كل الحالات لابد وأن تراعي الدقة والحذر في عملية العلاج المقترحة.

مرض الاستسقاء البكتيري المعدي:
هذا المرض البكتيري من أكثر الأمراض انتشاراً وفتكاً بالأسماك حيث يصيب كثيرا من الأسماك ويؤدي إلى نفوقها، وكلما توافرت أسباب المرض ساعدت على ظهوره حيث يؤثر على معدلات النمو، والمهم هو اكتشاف المرض مبكراً لسرعة وقف النفوق والمحافظة على معدلات النمو.
وأهم أعراضه أن تتجمع الأسماك في الأركان مع قلة الحركة، مع فقدان شهيتها لتناول الغذاء.
وعن طريق الفحص الخارجي يلاحظ ظهور قروح نزفية على الجلد مكان الأجزاء التي تساقطت القشور من عليها وتتورم البطن وكذلك فتحة الإخراج لامتلائها بالسوائل ووفي الفحص الداخلي يلاحظ أن السائل لونه مصفر وله رائحة تقيح وامتلاء الأمعاء بسائل أصفر مائل للحمره.
وكذلك تتضخم المرارة ويتغير لون الكبد للأخضر المصفر. ويجب إيقاف التسميد والتغذية مع تجديد المياه في الأحواض لعرض الموقف على أخصائي.


هـ- الأمراض الفيروسية:

الفيروسات هي أصغر الكائنات الحية التي لا يمكن رؤيتها إلا تحت الميكروسكوب الإلكتروني، وهذه الكائنات فريدة في حياتها إذ أنها لا تقوم بعمليات التغذية والهضم والتحول الغذائي مثل غيرها من المخلوقات الحية، بل إنها تعتمد اعتماداً كلياً على الخلية الحية للعائل الذي توجد عليه، وقد تسبب الأمراض الفيروسية إصابة الأسماك بالتهاب ونزيف في مناطق عديدة من الجسم أو تآكل في الأنسجة والعضلات، وقد تصاب الأسماك أيضاً ببعض الأورام مع نقص شديد في معدلات النمو. ومن الظواهر التي تظهر على الأسماك المصابة سرعة السباحة وفي شكل دوراني ثم رقودها منهكة على جانب الحوض وعلى القاع دون حراك حيث تموت بعد ذلك، ومن سوء الحظ أنه لا يوجد علاج حتى الآن للأمراض الفيروسية والعلاج الوحيد هو التخلص من الأسماك المصابة ومن جميع اِلأسماك الموجودة بالحوض وذلك بحرقها، كما تحرق أيضا النباتات المائية، بعد ذلك يتم تخفيف الحوض ومحتويات المختلفة، ثم يتم تعقيمها لفترة كافية، قبل استخدامها مرة أخرى.


سبل الوقاية من الأمراض:

1- تجفيف التربة:
تحتاج مسببات الأمراض سواء كانت ميكروبات أو طفيليات للرطوبة الكافية لحياتها كأي كائنات مائية، لذا فإن التجفيف يسهم في القضاء على الطفيليات والأطوار المعدية لها وحتى العوائل الناقلة للأطوار المختلفة مثل القواقع والقشريات والديدان، ومن هذه الكائنات المرضية أيضاً البكتريا والفيروسات والفطريات أو أي أسماك غريبة.
وفى حالة وجود أي تلوث بيئي ناجم عن مخلفات آدمية أو حيوانية يتم سحب المياه من الأحواض بشكل تام، حيث تترك التربة للتعرض لأشعة الشمس فترة لا تقل عن 45 يوماً حتى تصل للتشقق العميق، وعند ذلك يفضل إزالة بقايا النباتات من جذورها للتخلص من المواضع التي تأوي الطفيليات والأمراض، فضلاً عن أنها تستهلك الأكسجين اللازم لتنفس الأسماك.

2- استخدام المطهرات:
يعد استخدام المطهرات مرحلة جديدة تستكمل فيها ما تم في عملية التجفيف، حيث تستخدم المطهرات للقضاء على الأطوار المتجرثمة التي لم تنته بالتجفيف.
ومن أهم المطهرات المتداولة لهذا الغرض "الجير الحي" والذي يزيد من الخاصية القاعدية، والتي تؤثر بدورها على مسببات الأمراض، ويشار إلى أن ارتفاع درجة الحرارة الناتج من تفاعل الجير الحي مع الماء يؤدي لنفس النتيجة.
ويتم نثر الجير الحي على سطح القاع بمعدل 1/2 طن للفدان، ثم يملأ الحوض بالماء بارتفاع حوالي 10 سم وتترك لمدة يومين ثم تصفى ويعاد التجفيف مرة أخرى حتى يتشقق سطح القاع، وفي حالة عدم الرغبة في استخدام الجير الحي لتغلب الصفة القاعدية على التربة، فتستعمل بعض المحاليل المخففة من الفورمالين 100 جزء/ مليون أو محلول كبريتات نحاس 1/ 20.000 حيث يضاف الفورمالين في الصورة التجارية بمقدار 2.5 سم لكل 10 لتر ماء.
أو يضاف 1جم من مادة كبريتات النحاس النقية لكل 20 لتر ماء، فتضاف الكمية نثراً لمياه غمر الأحواض وتترك لعدة أيام قبل صرف المياه.

3- رعاية أحواض الزريعة والتربية:
العامل الرئيسي في إصابة الأسماك بالأمراض هو حدوث خلل في أساليب التربية والرعاية وطريقة المحافظة على البيئة من حدوث أي خلل بها.
وهذا يستدعي من صاحب المزرعة مراقبة مستمرة للمياه وخواصها من حيث:
1. نسبة الأكسجين المذاب قليلة.
2. قياس الرقم الهيدروجيني.
3. تركيز الأملاح والأمونيا السامة.
4. وضع شبك على مداخل المياه:
استخدام الشبك الضيق كحاجز على فتحات الري والصرف يؤدي لمنع دخول أي كائنات أخرى غريبة عن الحوض والتي تحتمل أن تكون حاملة للمرض أو العدوى مثل القواقع التي تحوي الطور المعدي للأسماك والزريعة أو الأسماك البرية الحاملة لأي طور مرضي أو الأسماك المفترسة والتي تسبب خسائر كبيرة في المزرعة وخاصة أحواض الزريعة أو الإصبعيات.
ويفضل أن يتعرض أسلوب ضخ المياه للمزرعة للإشراف الصحي والكيماوي لإبعاد الضرر عن المزرعة.

4- رعاية الأسماك والزريعة:
من العوامل المهمة لتحقيق الوقاية اللازمة للمزارع السمكية هي حماية المزرعة من أي إضافات جديدة للمزرعة قد تكون حاملة للمرض وتؤدي لانتشاره.
ومن هذه الإضافات تخزين زريعة من مصادر طبيعية كما هو الحال في زريعة أسماك البلطي والبوري، والتي يتم جمع زريعتها من البواغيز والبحيرات والأنهار، أو تخزين أمهات الأسماك لأحواض التفريخ أو الأسماك المفترسة والتي تخزن في أحواض تربية البلطي بغرض التحكم في التفريخ غير المرغوب من أسماك البلطي عن طريق أعداد من أسماك قشر البياض والقاروص.
وفي كل هذه الحالات يجب التأكد من مصدرها أو على الأقل يتم معاملتها في حمامات المضادات الحيوية المخففة أو المطهرات والتي يتم التعامل بها عن طريق الطبيب البيطري أو عمل محلول ملحي للأسماك بتركيز 5 % لمدة 5 دقائق أو محلول برمنجنات البوتاسيوم 1 / 200 ألف للقضاء على أي طفيليات أو فطريات والبكتريا الضارة، ولكن يلاحظ أنه يجب استخدام هذا العلاج في الأحواض التي يسهل صرف مياهها بسهولة حتى لا تضر الأسماك.

الاستزراع السمكى - الجزء الاول





الاستزراع السمكي جزء من مصطلح أعم وأشمل هو الاستزراع المائي، ويقصد به تربية أنواع معينة من الأحياء البحرية الأسماك - القشريات- المحاريات- الطحالب البحرية وغيرها، تحت ظروف محكمة من إعاشة وتغذية ونمو وتفريخ وحصاد وجودة مياه وظروف بيئية ملائمة تحت سيطرة الإنسان.
وعلى ذلك يمكن تعريف الاستزراع السمكي بأنه تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات.
وقد عرف استزراع السمك وتربيته في البرك منذ القدم، ومن المعروف أنه قد تم تطويره من قبل المزارعين القدامى بقصد استقرار المصادر الغذائية .
وجاءت أولى المعلومات عن تربية الأسماك في البرك من الصين منذ 4000 سنة، ومن بلاد ما بين النهرين منذ حوالي 3500 سنة، وتم دمج تربية الأسماك في البرك مع زراعة الأرز من فترة 25 إلى 220 سنة بعد الميلاد في الصين.




كما عرف استزراع الأسماك في حوض البحر المتوسط في عهد الإمبراطورية الرومانية، ثم أصبح بعد ذلك إحدى وسائل أنظمة إنتاج الغذاء في الأديرة المسيحية في أواسط أوروبا. وفي الوقت الحاضر أصبحت تربية الأحياء المائية تتعدى تربية الأسماك في البرك أو في حقول الأرز، وإحصائياً تعرف منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تربية الأحياء المائية بكونها استزراع الأحياء المائية من سمك وقشريات وصدفيات ونباتات مائية.




أهمية تربية الأسماك:


1- من الناحية الغذائية:
تعتبر الأسماك من أهم مصادر البروتين الحيواني حيث تبلغ نسبة البروتين من 18-23% في حين أن لحوم الأبقار 16.8 والبيض 13.6 وبروتينات الأسماك تحتوي على الأحماض الأمينية الضرورية لجسم الإنسان خصوصاً الليثين، كما تحتوي الأسماك على عنصر اليود الضروري لنمو الغدة الدرقية ولبعض الاستقلابات لدى الأطفال إضافة إلى وجود الفيتامينات (أ،ب،د) والمعادن (الكالسيوم ، الفوسفور ، الحديد). والأسماك سهلة الهضم لذيذة الطعم يمكن تحضيرها بسهولة ودخل في صناعات عديدة غذائية. كما أن زيت السمك هام وضروري لتغذية الأطفال والمعاقين سواء هذه الزيوت طازجة أو مضافة إلى مواد أخرى.


2- من الناحية الاقتصادية:
• تعتبر الأسماك ذات مردود اقتصادي جيد.
• إن زيادة إنتاج الأسماك يوفر اللحوم الأخرى في السوق.
• زيادة الإنتاج السمكي يوفر القطع الأجنبي المخصص لاستيراد الأسماك.
• إن تربية الأسماك تساهم في تشغيل العمل وتؤمن الاستقرار الاجتماعي.
• يمكن الاستفادة من الأراضي غير القابلة للزراعة في تربية الأسماك بإقامة مشاريع أسماك، وكذلك الاستفادة من بعض المخلفات غيرالصالحة لتغذية السكان في تعليف الأسماك وإنتاج لحومها.


وتهدف تنمية تربية الأحياء المائية إلى تحقيق عدة أهداف:
1. تطوير طعام غذائي غني لاستهلاك الجنس البشري .
2. زيادة الدخل في الريف وخفض معدل البطالة.
3. تطوير جمع وصيد الأسماك بقصد الكسب.
4. تربية أصناف خاصة للزينة والتجميل.
5. السيطرة على الأعشاب المائية والحشرات المضرة للإنسان أو للمحصول.
6. إزالة الأملاح وإعادة استصلاح التربة.
7. تحقيق مبدأ المقاومة البيولوجية للأمراض.
8. تحقيق إصلاح التربة وإخصابها.
9. التحكم في نمو الأسماك وتكاثرها من حيث الكم والنوع.


كيف سيساهم الاستزراع في غذاء المستقبل؟
إن ازدياد السكان في العالم أدى إلى زياد الطلب على الأسماك لدرجة أن الموجود من عدة أجناس منها هبط أو تلاشى ولم يعد يسد الاحتياجات المتزايدة .
ويتنبأ العلماء أنه في عام 2010 سيصبح سكان المعمورة قرابة 7.3 مليار نسمة، وأن ما يزيد عن 90 % منهم سيعيشون في البلاد النامية، التي يعاني 20% من سكانها من سوء التغذية المزمن وخاصة الأطفال، ومن جهة أخرى فإن أكثر المحتاجين لزيادة إدخال السمك ومنتجاته في طعامهم غير قادرين على ذلك بسبب تجاوز الأسعار لقدراتهم الشرائية.


الشروط الأساسية الواجب توافرها عند إقامة مزرعة الأسماك:
1. توفر المياه المناسبة والكافية لتشغيل المزرعة.
2. أن يكون موقع المزرعة ذو تربة متماسكة وغير نفوذية.
3. أن يكون الموقع خالي من الصخور والحجارة وقطع الأشجار.
4. أن يكون الموقع بعيداً عن أماكن الفيضانات والإنهيارات الأرضية.
5. يفضل أن يكون الموقع فقير زراعياً.
6. أن يكون الموقع قريب من أماكن توفر مستلزمات الإنتاج إن أمكن.
7. أن يكون قريب من طرق المواصلات من أجل خدمة المزرعة.
8. يجب ألا يؤثر صرف مياه المزرعة على مزارع أخرى.
9. يجب ألا يؤثر صرف مياه المزرعة على تلوث مياه الشرب أو مياه ذات استعمالات صحية أو إنتاجية.




ركائز عملية الاستزراع السمكي:
تعتمد عملية الاستزراع السمكي على ركيزتين أساسيتين هما المياه والموقع.


أولا: المياه:
تعتبر المياه من المقومات الأساسية في عملية الاستزراع السمكي على أن تتوفر فيها الشروط التالية:
1. متوفرة بشكل دائم ودون انقطاع.
2. خالية من الملوثات.
3. خالية من مسببات الأمراض.
4. قلة التكاليف.



وتكون مصادرها إما من مياه البحار أو الأنهار أو مياه الآبار أو مياه الصرف الصحي المعالجة.
وتعتبر مياه الآبار أهم المصادر المائية لعمليات الاستزراع السمكي، إذ تعتمد عليها المزارع المقامة في الحيازات الزراعية، والتي تستخدم المياه فيها بالنظام المفتوح حيث تضخ المياه إلى الأحواض السمكية أولا ومنها لمزرعة الإنتاج النباتي.
وعند حفر البئر يجب مراعاة أن يكون البئر من العمق بحيث يضخ الماء خاليا من الملوثات، تحليل عينة من مياه البئر لمعرفة مدى ملاءمتها والتأكد من جودتها وخلوها من المركبات السامة قبل استخدامها في عملية الاستزراع السمكي.


صفات مياه الاستزراع:
التركيز المسوح بها لبعض العناصر في مياه الاستزراع السمكي، (ملجم /لتر):
غاز الأكسجين 5 أو أكثر.
غاز الأمونيا 0.05
غاز ثاني أكسيد الكربون 10 أو أقل.
الزئبق صفر.
DDT صفر.




أما خواص المياه المطلوب توافرها في المزارع السمكية، فيمكن تقسيمها إلى قسمين:


أ– الصفات الطبيعية وتتضمن:


1- الضوء والعكارة:
تعد العكارة مقياساً لمقدار المواد العالقة فى الماء، والتي قد تنتج عن أسباب مختلفة، فقد تسببها الأمطار والفيضانات بما تحمله من جزيئات لعناصر معدنية، وقد تنتج عن إفرازات ونشاط الأسماك فى مواسم التناسل، حيث تطارد الأسماك بعضها البعض، أو نتيجة للتنافس على الفرائس مما يؤدى إلى تقليب محتويات القاع وتعكير الماء، وهو الأمر الذي ينعكس بدوره على وصول الضوء إلى الكائنات النباتية الدقيقة (فيتوبلانكتون)، ويؤدى ذلك الإقلال من نسب عنصر الأكسجين اللازمة لقيام هذه النباتات بعملية البناء الضوئي. ويؤثر ذلك على معدل نمو الأسماك، وقد ينتج عنه انتشار الأمراض الفطرية.
ومن المعروف أن الضوء الساقط على سطح الماء لا ينفذ كله، حيث ينعكس منه جزء، وتعتمد هذه الكمية على زاوية السقوط، وطبيعة سطح الماء، كما يتغير نوع الضوء وتقل كثافته كلما مر خلال الماء، وذلك بسبب عوامل التشتت وأبرزها المواد العالقة بالماء.


مستوى العكارة:
والعكارة كما سبق الذكر تحد من نفاذ الضوء، وبالتالي يقل معدل حدوث عملية البناء الضوئي وإنتاج البلانكتون، وهو ما يصعب من حصول الأسماك على الغذاء، وهذا العامل يدفعها إلى عملية الافتراس، كما أنه ذو تأثير ميكانيكي يتسبب في جرح الخياشيم، ويجدر الذكر إلى أن درجة تركيز العكارة المطلوبة فى الأحواض ذات التربة الطينية تكون فى حدود 200 جزء فى المليون.


2- لون الماء:
1. يدل اللون الأخضر على زيادة الهائمات النباتية، وأنواع أخرى من الطحالب.
2. يدل اللون المائل للزرقة على بعض أنواع من الطحالب.
3. يدل اللون البني على زيادة نسبة الدبال.
4. يدل اللون البني المائل للاخضرار على الخليط المؤلف من المواد الدبالية والهوائم النباتية.

3- درجة حرارة الماء:
إن معدلات نمو الأسماك في درجة الحرارة المثلى تصل فيه معدلات نموها إلى أقصاها، أما إذا وجدت الأسماك عند درجة حرارة أقل أو أعلى فإنها لا تنمو بشكل طبيعي.
وتلعب الحرارة دوراً مؤثراً في العمليات الحيوية التي تقوم بها الأسماك مثل عمليات التمثيل الغذائي، والتكاثر وبخاصة عملية التبويض. وتعيش الأسماك في مدى معين من درجات الحرارة، وذلك بحسب نوعها، وأيضاً مراحل النمو التي توجد فيها.
وتنقسم الأسماك حسب تحملها لدرجة حرارة الماء إلى أسماك المياه الباردة، وهي التي تتزاوج عند درجة حرارة 15م أو أقل، وأسماك المياه الدافئة وهي تتزاوج عند درجة حرارة أعلى من 16م.
فمثلاً تحتاج أسماك البلطي للعيش في مدى من درجات الحرارة يتراوح ما بين 22 - 25 درجة مئوية، وتتوقف عن التغذية في حالة انخفاض درجة الحرارة إلى 16 درجة مئوية، وفى 10درجة مئوية تصبح معرضة للموت، في حين تحتاج مفرخات البلطي ما بين 28 – 30 درجة مئوية.
ويحفز ارتفاع درجة الحرارة على ذوبان المواد الكيميائية في الماء، وهو ما يؤثر سلبياً على حيوية الأسماك، وعلى العكس من ذلك يقل معدل ذوبان الأكسجين في الماء.
ويمكن محاولة التخفيف من التذبذب في درجات الحرارة وذلك بزيادة منسوب الماء بالحوض حتى يمكن للأسماك أن تتجه إلى القاع في حالة اختلاف درجة الحرارة عند السطح.




ب- الصفات الكيميائية وتتضمن:


1- الأكسجين الذائب في الماء:
يعتبر الأكسجين الذائب في الماء من أهم العوامل التي تؤثر على عملية الاستزراع السمكي، فمن المعروف أن نقص الأكسجين الذائب في الماء عن حد معين يؤدي إلى مشاكل عديدة وإذا استمر هذا النقص دون تدخل من المربي فإن كارثة نفوق الأسماك ستكون محتملة.
ومن المشكلات التي يتعرض لها السمك عند نقص الأكسجين:
1.الموت المفاجئ أو التدريجي للأسماك.
2.نقص معدلات النمو.
3.الإصابة بالإجهاد وظهور أمراض مختلفة.
4.توقف الأسماك عن الطعام وفقدان الشهية.


وتكون دلالات نقص الأكسجين في الماء كما يلي:
1.تجمع الأسماك عند سطح الماء وأفواهها مفتوحة، وفي حركة مستمرة للحصول على الأكسجين من سطح الماء.
2.ترنح الأسماك وسباحتها ببطء


3. تجمع الأسماك عند بوابات الري والفتحات التي يكون بها بعض التسرب من المياه.
4. نفوق الأسماك خاصة أثناء الليل.
5. عدم إقبال الأسماك على الطعام.


أما الأسباب التي تؤدي إلى نقص الأكسجين في المياه فهي:
1. موت النباتات داخل الأحواض وتحللها.
2. نقص كمية الضوء أثناء النهار والذي يؤدي إلى نقص معدل البناء الضوئي.
3. زيادة معدل تنفس الأسماك نتيجة لتعرضها لظروف غير طبيعية مثل الإثارة أو ارتفاع درجة حرارة الماء.
4. تزويد الأحواض بكميات كبيرة من الغذاء تفوق احتياجات الأسماك وبالتالي يتم تحلل جزء منه وأكسدته وهو ما يستهلك نسبة كبيرة من الأكسجين الذائب في الماء.
5. زيادة كثافة النباتات والطحالب في الحوض عن المعدل المطلوب.




ويتم معالجة نقص كميات الأكسجين في الماء عن طريق:
1. تعد التهوية الميكانيكية عن طريق مضخات الهواء من أكثر الوسائل استخداماً لزيادة أكسجين مياه المزارع السمكية مع تركيب الحجر الخفاف، كذلك تستخدم وسائل أخرى مثل البدالات وشفط الماء، ثم إعادة ضخه على شكل تدفقات تماثل الزبد.
2. إضافة أملاح مؤكسدة للماء مثل برمنجنات البوتاسيوم إلا أن هذه الطريقة مكلفة ولا تؤدي إلى زيادة كبيرة في نسبة الأكسجين.
3. التنبيه على عمال المزرعة السمكية بعدم تغذية الأسماك أو نقلها في حالة نقص الأكسجين، لأن ذلك يؤدي إلى تحلل الطعام الموجود في الحوض وبالتالي نقص الأكسجين أكثر.
4. تلعب الحرارة دوراً هاما في ذوبان الأكسجين، حيث تتوقف درجة الذوبان على درجة حرارة الماء ودرجة ملوحتها، ويعتبر تركيز 5مليجرام أكسجين/ لتر ماء معدلا مناسبا لمعظم الأسماك، علماً بأن بعض أسماك المياه الباردة تحتاج إلى تركيز أعلى، كما أن هناك أنواع أخرى من الأسماك يمكنها أن تعيش في مياه يقل فيها تركيز الأكسجين عن هذا المستوى.
جدير بالذكر أنه ينبغى أن تكون نسبة تشبع الماء المنساب داخل الحوض بالأكسجين في 100%، وألا تقل عن 80%، وتتعرض الأسماك للنفوق في حال قلت نسبة الأكسجين في الماء عن 5 جزء في المليون.
تحتاج الأسماك النشطة إلى معدلات أعلى من الأكسجين مقارنة بالأسماك الأقل نشاطاً، كما أن الأسماك الصغيرة تستهلك مقادير من الأكسجين أكثر من الأسماك الأكبر في الحجم، وتختلف الحدود الحرجة للأكسجين باختلاف أنواع الأسماك، وتفضل الأسماك التركيزات العالية من الأكسجين على اختلاف الأحوال


2- درجة ملوحة الماء:
يمكن تعريف الملوحة بأنها كمية الأملاح الذائبة في 1كجم أو لتر من المياه، وتقاس الملوحة عن طريق أجهزة علمية خاصة منها جهاز.


وتقسم الأسماك إلي ثلاثة أقسام تبعا لمدى تحملها لدرجة الملوحة


أسماك المياه المالحة:
وهي التي تعيش في مياه البحر، حيث تزيد درجة الملوحة على 30 جزء من الألف.
أسماك المياه قليلة الملوحة:
الشروب وهي التي تعيش في مياه تتراوح ملوحتها ما بين أعلى من 0.5 جزء في الألف إلى أقل من 30 جزء في الألف.
وهناك أنواع من الأسماك يمكنها أن تتأقلم على التغير الشديد في ملوحة الماء، أي يمكنها أن تعيش في المياه العذبة وفي المياه المالحة دون أية آثار سلبية على حياتها، ومعظم هذه الأسماك تعتبر من الأسماك المهاجرة من الماء العذب للمياه المالحة أو العكس، ومن هذه الأسماك، أسماك السلمون، وبصفة عامة فإنه يجب أخذ ملوحة الماء في الاعتبار عند إنشاء المزرعة واختيار نوع السمك المناسب لهذه الملوحة.
أسماك المياه العذبة:
وهي التي تعيش في المياه العذبة والتي لا تزيد ملوحتها على 0.5 جزء من الألف.


3- ثاني أكسيد الكربون:
ربما لا يصبح ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الماء مشكلة في حال إذا ما كانت هناك وفرة من الأكسجين، فقد تحتمل بعض أسماك القراميط نسبة 140جزء /مليون من ثاني أكسيد الكربون، في حال توافر10أجزاء /مليون جزء من الأكسجين الذائب في الماء، وتسبب زيادة هذا الغاز في الماء وصوله إلى مخ وقلب السمكة مسبباً موتها.
ومما يجدر الإشارة إليه ذكره أن مياه الآبار يقل محتواها الأكسجين ويزداد من ثاني أكسيد الكربون، لذا لابد من استخدام مضخات أكسجين لتعديل نسب كل منهما في الماء.


4- درجة حموضة الماء:
ويقصد بها تركيز أيون الهيدروجين في الماء، ويقول الخبراء في مجال الاستزراع السمكي بأن تجاوز Ph الهيدروجين مقدار المدى من 4.5 – 10 يعوق نمو الأسماك، ومن المعروف أن مقدار Ph للمياه العذبة متغير، بينما يبلغ 8.1 – 8.3 للمياه المالحة في المناطق السطحية، ويقل إلى 7.5 في الأعماق، وفى الأحواض التي تحتوى على غاز كبريتيد الهيدروجين تنخفض هذه القيمة إلى 0.7، ومن المعروف أن مؤشرات الحموضة تتأثر بوجود نباتات مائية مستهلكة لثاني أكسيد الكربون، كما تتأثر بدرجة حموضة التربة ذاتها، ويمكن التغلب على ذلك بالتجيير.
وتظهر العديد من أمراض الأسماك نتيجة حموضة الماء، حيث يتولد عن ذلك العوم البطئ، وأذى الجلد وتشوه لون الخياشيم، وانخفاض درجة حموضة الماء يحوله لماء سام بالنسبة لمعظم الأسماك الموجودة في الحوض، فعند رقم الحموضة 5 تبدأ الأسماك في النفوق، حيث تغطى جسمها طبقة بيضاء، وتفرز كمية كبيرة من المخاط، وتتحول أطراف الخياشيم للون البنى، وفى حالة إذا كان الماء غنياً بالحديد، يتحول في هذا الوسط لحديد غروي يستقر على الخياشيم، حيث يصعب التنفس، لذا ينصح الخبراء بضرورة نثر كمية من مادة كربونات الكالسيوم تقدر بـ 0.5 طن/ هكتار .


5- نسبة قلوية الماء:
تعد مقياساً لكمية الكربونات والبيكربونات (القلويات) في ماء المزرعة، وتقدر القلوية المناسبة لنمو الأسماك بشكل طبيعي في مدى من 50 – 200 جزء / مليون، ويعطى ارتفاعها دلالة على صلاحية الماء لنمو الأسماك، حيث يمكن تحسين قيمتها بإضافة الجير .
كما يمكن تعيين القلوية من خلال الأس الهيدروجيني (مؤشر الحموضة)، حيث يعطى رقم 9 على الأس الهيدروجيني دلالة للخطورة على حياة الأسماك، وعادة ما تنتج هذه القيمة من الملوثات، وكذلك من التنكات إذا كانت هذه التنكات الخرسانية مازالت حديثة .


6- درجة عسر الماء:
هي مقياس لتركيزات أيونات الكالسيوم والماغنسيوم، فالماء يكون ماء عسر عندما يحتوى على كثير من هذه الأيونات، كما يرتبط أيضاً وبشكل كبير بدرجة الحموضة والقلوية، حيث تتأثر معدلات كل منهما بإضافة الجير (عملية التجيير)، ويقدر الخبراء أفضل معدل نمو الأسماك بين 50 – 300 جزء/ مليون .
ومن المعروف أن جميع محافظات مصر تقريباً تعانى من ارتفاع معدلات العسر بها، وبخاصة محافظة كفر الشيخ وعليه ينبغي على الزارع تجنب استخدام الجير نهائياً في عمليات التطهير، حيث أنه يرفع من معدلات عسر الماء.


7- معدل العناصر والمواد السامة:
يؤدى تواجدها في ماء الاستزراع بنسب معينة يطلق عليها (النسبة القاتلة) إلى نفوق الأسماك، كما أن تواجدها في معدلات أقل من هذه النسبة المميتة يؤثر على صحة الأسماك ولكن بنسب متفاوتة كل حسب نوعه، وذلك على النحو التالي:
1. تتراكم في أنسجة الجسم كالكبد، والخياشيم والقلب والطحال والعظم مما يسبب حدوث تغيرات فسيولوجية ووظيفية لهذه الأعضاء .
2. تؤثر على الخصوبة وبالتالي تؤدى إلى تراجع معدلات التكاثر .
3. قد تؤدى إلى ظهور تشوهات في الأسماك والذريعة .
4. تؤثر على تركيب ووظائف الخياشيم .
5. تزيد من الاستعداد الوراثي لدى الأسماك للإصابة بالأمراض.




ثانياً: الموقع:
يجب اختيار الوقع المناسب للمزرعة السمكية مع مراعاة المواصفات والشروط التي تؤدي لإنجاح المشروع وتقليل التكاليف اللازمة لمعالجة الأخطاء التي قد تتبين مستقبلا.


وعند اختيار موقع المزرعة يراعي الآتي:
1. أن تكون قريبة من مصدر المياه.
2. أن لا يتسرب الماء من خلالها في حال استخدم الأحواض الترابية.
3. أن تكون بعيدة عن المخلفات الزراعية والآدمية.
4. أن يكون الوصول إليها سهلا.

الاستزراع السمكى الجزء الثانى

يعد الاستزراع السمكي هو ثالث مصدر للأسماك في مصر بعد البحار والبحيرات، وقد تطورت مشاريع الاستزراع السمكي في مصر منذ عام 1970، حيث بلغت المساحة المنزرعة بالأسماك ما يقارب 250 ألف فدان، وتقع معظم هذه الأراضي في مصر بجوار البحيرات الشمالية والسواحل الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.

عوامل تعزز الاتجاه إلى الاستزراع السمكي في مصر:
1. مياه النيل وروافده التي تتغلغل في مختلف نواحي مصر.
2. توافر الأراضي البور، والبرك الطبيعية في الأراضي المنخفضة .
3. الحاجة إلى رفع معدلات إنتاج الغذاء البروتينى نظراً لزيادة عدد السكان.
4. توفير الزريعة اللازمة لتعويض نقص الأسماك في بيئتها الطبيعية .
5. توفير مصدر للعملة الصعبة عن طريق التصدير.

الشروط الواجب توافرها لإنشاء مزرعة سمكية:
1. مصدر للمياه الخالية من التلوث، ويمكن استخدام مياه الآبار أو العيون، كما يمكن استخدام مياه الترع والأمطار، ويمكن تقدير كمية المياه التي تحتاج إليها المزرعة من المعادلة التالية:
(مساحة الأحواض × عمق المياه بالأحواض) + (نسبة الفقد اليومي × مدة التربية)
2. الموقع المناسب للمزرعة، حيث يراعى اختيار موقع قريب من مصادر المياه.


أشكال استزراع الأسماك:


أولا - المزارع السمكية:
شكل المزرعة السمكية هي عبارة عن أحواض توضع فيها الزريعة السمكية داخل المياه المناسبة لمعيشتها، وقد تكون خرسانية أو ترابية القاع، وتسمح الأحواض بالتحكم في دخول وخروج المياه وإمدادها خلال مراحل التربية والنمو بالتغذية والرعاية المناسبة لعدد الأسماك بها.




ثانياً - الأقفاص السمكية:
أحد الأقفاص السمكيةوهي إحدى وسائل تربية الأسماك في بيئتها الطبيعية، ويستخدم فيها قفص أو صندوق عائم يتكون من إطار خشبي وشبك وغزل يحتوي على الزريعة المناسبة لنوع المياه سواء أكانت لبحر أو نهر، حيث يتم تقديم التغذية المناسبة وبشكل مستمر للأسماك.




ثالثاً - المرابى السمكية:
تتمثل في استغلال الأراضي المجاورة للبحيرات أو بعض أجزاء منها وإمدادها بالزريعة المناسبة، مع إضافة الأسمدة المناسبة لزيادة خصوبتها.








مراحل تصميم وتخطيط المزرعة السمكية:


الخطوة الأولي:
تستغل الأراضي البور غير الصالحة للزراعة والمتواجد في وسط المناطق الزراعية في إنشاء المزارع السمكية عليها، حيث يتم عمل رسم تخطيطي وتصور عام للمزرعة بأقسامها المختلفة، مع تحديد عدد أحواض الزراعة وأنواعها وأحجامها وأشكالها ونظام تغذية وصرف المياه.


الخطوة الثانية:
يتم عمل دراسة عن أعماق وجهة ميلان الأحواض، مع تحديد مساحة الأحواض بوضع علامات على الأرض المراد إنشاء المزرعة عليها، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إنشاء مخزن مكيف للأعلاف.
بعد الانتهاء من هاتين المرحلتين يتم تحديد شكل الأحواض حسب نظام الاستزراع السمكي المستخدم، و الذي يكون ضمن أحد الأنظمة الآتية: الاستزراع المكثف، الاستزراع الموسع، الاستزراع شبة المكثف.




أنظمة الاستزراع السمكي:


1- الاستزراع المكثف:
يمكن تعريف الاستزراع المكثف على أنه تربية الأسماك بأعداد كبيرة في مساحة صغيرة، وهو ما يتطلب تغيير المياه باستمرار لضمان جودتها بالإضافة إلى التهوية المناسبة، وذلك لعلاج مشكلة نقص الأكسجين الذائب في الماء نتيجة وجود الأعداد الكبيرة من الأسماك.


أ- مميزات الاستزراع المكثف:
1. يحتاج إلى مسطح مائي محدود.
2. سهولة التحكم في المزرعة وإدارتها.
3. زيادة الإنتاج.
4. سهولة التخلص من النباتات والحشائش غير المرغوب فيها.


ب- عيوب الاستزراع المكثف:
1. زيادة الأيدي العاملة المطلوبة لتشغيل المزرعة وإدارتها.
2. ارتفاع تكاليف الإنتاج.
3. سهولة انتشار الأمراض و خاصة الأمراض الطفيلية نتيجة للكثافة العالية.
4. في حالة حدوث حالات طارئة في المزرعة مثل نقص الأكسجين أو وجود مبيدات حشرية في الماء فان ذلك يؤدي إلى حدوث حالات نفوق الأسماك بشكل كبير.
ولابد أن يكون المربي أو المسئول عن المزرعة ملماً بكافة الأمور الفنية والإدارية وخاصة فيما يتعلق بمتابعة خواص الماء وتأثيرها على الأسماك والتركيز على الأكسجين الذائب في الماء وتأثير نقصه على نمو وحياة الأسماك، ولذلك يراعي قياس نسبة الأكسجين بانتظام في الصباح الباكر يومياً حيث أنه يكون عند أقل مستوى له ويتضح ذلك من خلال وجود الأسماك في أعلى السطح مع فتح وغلق فمها وغطاءها الخيشومي باستمرار، وهو ما يدل على نقص كمية الأكسجين في الحوض، وبالتالي فإنه لابد من توفير الأكسجين إما عن طريق مضخات للهواء أو صرف جزء من مياه الحوض وتعويضها بمياه جديدة، ولهذا الغرض فإنه لابد من تزويد المزرعة المكثفة بماكينات تهوية ومولدات كهربائية احتياطية مع توفير الأجهزة الضرورية لقياس تركيز الأكسجين وال PH والملوحة.


2- الاستزراع الموسع:
يعتمد استخدام نظام الاستزراع السمكي الموسع على توافر مسطحات مائية كبيرة تربي فيها أعداد من الأسماك بكثافة مناسبة، ويعتمد توفير المخزون في هذه المزارع على التفريخ الطبيعي للأسماك.

أ- مميزات الاستزراع الموسع:
1. عدم حدوث تغير ملحوظ في خواص المياه.
2. عدم الحاجة للعمالة المكثفة.
3. عدم الحاجة لتقسيم المزرعة إلى أحواض.
4. انخفاض نسبة إصابة الأسماك بالأمراض.


ب- عيوب الاستزراع الموسع:
1. صعوبة التحكم في النباتات المائية الموجودة بالمزرعة أو التخلص منها.
2. قلة الإنتاج.
3. صعوبة الحصاد حيث يصعب أو يستحيل تجفيف المزرعة.
4. الحصول على أحجام متفاوتة من الأسماك.


3- الاستزراع شبة المكثف:
نظام الاستزراع شبة المكثف هو نظام يقع بين الاستزراع الموسع والاستزراع المكثف، أي أن كمية المياه المتاحة للاستزراع تكون أقل من تلك المتاحة للاستزراع الموسع وأكثر من المتاحة للاستزراع المكثف كما أن كثافة الأسماك تكون أعلى منها في النظام الموسع أقل منها في النظام المكثف.




تقسيم أحواض المزرعة السمكية:


تقسم المزرعة السمكية إلى عدد من الأحواض المستهدفة ويكون لكل حوض منها وظيفة معينة وتتوقف مساحة هذه الأحواض على كمية الإنتاج المستهدفة وعموما فانه عند إنشاء مزرعة سمكية تشتمل على كل المراحل من التفريخ وحتى التسويق فانه يجب أن تحتوي هذه المزرعة على الأحواض التالية.


1- أحواض الأمهات:
وهي الأحواض المخصصة لتربية الأمهات وخزنها بعد عمليات التفريخ وهي مشابهة لأحواض الحضانة ذات تدفق مائي جيد. وفي أغلب المزارع يمكن تخصيص حوض أو اثنين من أحواض الحضانة لهذه الغاية
وتشكل أحواض الأمهات 3% تقريبا من المساحة الكلية للمزرعة، ويتم فيها تربية الأمهات التي تستخدم في التفريخ وإنتاج اليرقات كما يتم فيها تخزين هذه الأمهات خلال فصل الشتاء.
ويتراوح العمق في هذه الأحواض من 100-130سم حتى لا تتأثر الأسماك كثيراً بانخفاض درجات حرارة الماء، إذ أنه كلما انخفضت درجة الحرارة فإن الأسماك عادة ما تتجه إلى القاع.


2- أحواض فصل الأمهات:
وهي أحواض صغيرة بمساحة 150-200م2 للحوض تستخدم فقط عن فصل الأمهات ذكور وإناث قبل عمليات التفريخ بنحو شهرين ثم استخدام بعد ذلك للتجارب وحفظ الأنواع.


3- أحواض التسويق:
وهي الاحواض التي تجمع بها الأسماك بغية إعدادها للتسويق المباشر وهي عادة أحواض اسمنتية عميقة ذات ميول كافية لصرف المياه منها ويتم تغذيتها بمياه غزيرة جداً لحفظ الأسماك الموجودة بها وبها يتم غسل الأسماك من الأوحال وبعد ذلك توزن وتنقل إلى سيارات النقل المخصصة لذلك وتستخدم بعد التسويق في حالات المعالجة من الأمراض للأسماك.


4- أحواض التفريخ:
وهي أصغر أحواض المزرعة وتستخدم لعمليات التفريخ، وهي إما أحواض اسمنتية صغيرة أو أحواض ترابية، ويختلف حجم هذه الأحواض من مزرعة إلى أخرى. ويمكن استخدام هذه الأحواض بعد عمليات التفريخ في عمليات المعالجة الصحية للأسماك ومن القياسات المعروفة 3×3×1.2 م 6×9×1.2م 5×4×1.2م
وفيما يلي بعض النماذج لهذه الأحواض.



مسقط أفقي لحوض تفريخ


مقطع عرضي لحوض تفريخ


وبشكل عام فان مساحة أحواض التفريخ تمثل ما نسبته1% تقريبا من مساحة المزرعة السمكية، وتقسم المساحة المخصصة لأحواض التفريخ إلى أحواض صغيرة تتراوح مساحة كل منها ما بين10-100 متر مربع، حيث يتم وضع الذكور والإناث بنسبة معينة في حالة التفريخ الطبيعي فعلي سبيل المثال يوضع ذكر واحد لكل ثلاث إناث من أسماك البلطي، وبعد التفريخ تترك الزريعة أو اليرقات حوالي أسبوع ثم يتم جمعها ونقلها لأحواض التحضين.


5- أحواض التحضين:
وهي الأحواض التي تستخدم لحضن وتربية الفراخ وإنتاج الاصبعيات بعد عملية التفريخ، وهي أكبر من أحواض التفريخ وعادة تكون بمساحة (نصف هكتار – هكتار) للمزارع الكبيرة و 0.2-0.3 للمزارع الصغيرة، وهي أحواض ترابية غالباً جيدة من حيث التغذية بالمياه والصرف ولها أقنية وسطية وحفرة جمع الإصبعيات في مصرف الحوض بغية جمع هذه الإصبعيات عند الحاجة.
فيما يلي نموذج لحوض حضن بمساحة 0.5 هكتار (50×100 م).



مسقط أفقي لحوض حضن


مقطع طولي لحوض حضن


مقطع عمودي لمأخذ حوض حضن - تسمين


شكل عمودي لمصرف حوض حضن


مقطع عرضي لقناة وسط حوض حضن حجرية


تمثل أحواض التحضين 5%تقريباً من مساحة المزرعة السمكية وتستقبل هذه الأحواض يرقات الأسماك القادمة من أحواض التفريخ، ويتم تحضين هذه اليرقات في الأحواض تحت الظروف الملائمة للحد من نسبة الفاقد إلى أقل درجة ممكنة وتبقي اليرقات في هذه الأحواض ثم تنقل بعد ذلك إلى أحواض التربية.


6- أحواض التربية:
تشكل أحواض التربية حوالي 10% تقريباً من مساحة المزرعة السمكية وتخصص هذه الأحواض لتربية الأسماك الصغيرة حتى تصل إلى حجم معين، وبعد ذلك يتم نقلها إلى أحواض التسمين وفي كثير من المزارع لا يتم إنشاء أحواض للتربية بل تنقل مباشرة من أحواض التحضين إلى أحواض التسمين، وقد تستخدم أحواض التربية نفسها كأحواض للتسمين.


7- أحواض التسمين:
تغطي أحواض التسمين معظم مساحة المزرعة السمكية إذ تشكل 70 - 80% تقريباً من المساحة الكلية للمزرعة وفي هذه الأحواض يتم تسمين الأسماك المستزرعة إلى الحجم التسويقي.


8- أحواض التشتية:
وهي أحواض مشابهة لأحواض الحضن من حيث الشكل العام والمساحة إلا أن كمية المياه الواردة والصرف أكبر من أحواض الحضن كذلك فإن العمق أكبر من حوض الحضانة والغاية من ذلك هو خزن أكبر عدد ممكن من الاصبعيات أو الأسماك خلال فصل الشتاء في مساحة محددة بتوفير كميات كبيرة من المياه المتجددة بغية الحفاظ على درجات الحرارة المناسبة وتوفير كميات الأكسجين الكافية لحياة الأسماك، أما القياسات المطلوبة فهي 150-160 سم عند المأخذ 180-200 سم عند المصرف ودرجة الميل 1:3 وأن كمية المياه الواجب توفرها يجب ألا تقل عن استبدال المياه بالحوض مرة كل 12 ساعة.



مسقط أفقي لحوض تشتية


مقطع عرضي لحوض تشتية


9- أحواض البيع:
تستخدم هذه الأحواض لتخزين الأسماك الجاهزة للبيع وهي حية.




وتقسم المزارع السمكية حسب نوعية المياه إلى:


1- مزارع مياه الصرف:
تستمد هذه المزارع مياهها من المصارف التي تصرف على بحيرات مثل المنزلة والبرلس وإدكو ومريوط، لذا تنتشر هذه المزارع بجانب بحيرات نهاية الري.


2- مزارع المياه العذبة:
تعد أفضل أنواع الاستزراع السمكي، حيث تتوافر الأسماك التي تصلح لهذا النوع من التربية، كما أنها تعطى نمواً أفضل.


3- مزارع المياه المالحة:
ينتشر هذا النوع من المزارع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بين بحيرة المنزلة والبحر المتوسط وشمال بحيرة البرلس والساحل الشمالي بجوار دمياط، حيث يعتمد هذا النوع على مياه البحر، وبخاصة على سواحل البحر الأحمر والساحل الشمالي.


4- مزارع المياه الشروب:
والمياه الشروب هي خليط من المياه المالحة والعذبة، وينتشر هذا النوع من المزارع في المناطق الشمالية على جوانب بحيرات المنزلة والبرلس و إدكو ومريوط.


5- مزارع حقول الأرز:
هي نوع من المزارع الموسمية، يتم في حقول الأرز، حيث يسوق فائض الإنتاج بغرض تحقيق ربحية مناسبة للمزارعين.




ومن ناحية أخرى يمكن تقسيمها بشكل أكثر دقة إلى:


1- زراعة السمك في الأحواض:




تختلف طرق رعاية الأسماك داخل الأحواض على النحو التالي:


أ‌- أحواض وحيدة النوع:
وهى أحواض يربى فيها نوع واحد من الأسماك وغالباً ما تكون من الأنواع التي تتغذى على البروتينات الحيوانية كالثعبان والقراميط، كما أنه من الممكن تربية أنواع آكلة للعشب أو متعددة التغذية، وأفضل الأسماك لهذه الطريقة المبروك والبوري والبلطي واللبن.


ب‌- أحواض متعددة الأنواع:
وهى أحواض تتسع لأنواع مختلفة من السمك، قد تختلف معاً في العمر، ومن أمثلة ذلك المزارع التي يربى فيها أنواع ( المبروك الصيني والهندي) أو (البلطي مع المبروك) أو (سمك اللبن مع الجمبري).


جـ- أحواض الرعاية المكثفة:
هي أحواض صغيرة تستخدم فيها الأساليب العلمية والتقنيات الحديثة، حيث يتم التخطيط لإنشاء الأحواض واستخدام الأعلاف الصناعية عالية القيمة والمياه المتجددة التي يتم تزويدها بالأكسجين، وتنقية مياه الصرف . ويتكلف هذا النوع من الأحواض مبالغ كبيرة، لكنه في المقابل يحقق ربحاً وفيراً، ويعيب هذا النوع فقط، ما يرافقه من أعطال فنية أو ما قد يصيب الأسماك من أمراض، ويستخدم هذا النوع من المزارع في البلدان الصناعية المتقدمة لإنتاج أسماك ذات قيمة تسويقية عالية مثل السلمون والتراوات والثعبان والقرموط، ويتميز هذا النوع من الأحواض بكثافة التخزين السمكي.


د- أحواض الرعاية المنتشرة:
هي أحواض ذات كثافة تخزينية منخفضة، كما تتميز بانخفاض معدل الإنتاج بالنسبة لوحدة المساحة، وتتغذى الأسماك فيها على الغذاء الطبيعي، ولا يعانى هذا النوع من الأحواض من مشكلة جودة المياه ، كما أنه لا يلزمه رأس مال كبير. وهو يتوافق مع البلدان الفقيرة، حيث يعد مصدر متوسط من حيث توفير الإنتاج السمكي، وفرص العمل .


هـ - أحواض الرعاية شبه المكثفة :
هي أحواض تستخدم تقريباً في كل البلدان لإنتاج أنواع الأسماك آكلة العشب ومتعددة التغذية، وتحصل فيها الأسماك على غذائها من الغذاء الطبيعي والإضافات من المخلفات النباتية والحيوانية، ويمكن استخدام الأسمدة لزيادة الإنتاج، ويعد هذا النوع مناسباً لزيادة معدلات إنتاج السمك في الدول النامية.


و- أحواض إعادة التدوير:
وهى أحواض تستخدم فيها المخلفات الحيوانية والنباتية، حيث تسمد بمخلفات الحيوانات الأرضية، ويعود هذا النوع إلى البلدان الآسيوية، وقد انتشر في كافة بلدان آسيا وأوربا الشرقية وشمال أفريقيا ونيبال، حيث يربى البط والماشية بجوار هذه الأحواض للانتفاع بمخلفاتها في تسميد أحواض السمك، وهى تعد طريقة جيدة للتخلص من التلوث الناجم عن مخلفات الحيوانات، إلا أنه يعيبها أنها قد تكون مصدراً لنقل مسببات الأمراض للإنسان.


2- زراعة السمك في التانكات:
تستخدم لذلك تانكات سعة 3050 لتر، وبسرعة تدفق للماء المعاد تدويره 220 لتر/ ساعة، أو تانكات أكبر قد تصل إلى 12 ألف لتر ومعدل تدفق للماء يبلغ 1 لتر / كجم / ق، بغرض إنتاج 850 كجم من السمك، ويعاب على هذا النوع من المزارع ارتفاع معدلات نفوق لتلف الماء وانخفاض معدلات الأكسجين، حيث تتبقى الفضلات السامة التي تؤثر على نمو السمك .


3- زراعة السمك في الهدارات (المجارى):
تستخدم في هذه المزارع المختلطة من القراميط والبلطي مياه من آبار ارتوازية في درجة حرارة تتراوح ما بين 25 و 32 درجة مئوية، وهو المدى الحراري الذي يسمح لإنتاج المزرعة أن يكون بشكل أساسي من القراميط وبشكل ثانوي من البلطي .


4- مزارع السياجات أو الحواجز الشبكية:
تستخدم السياجات للتحكم في رعاية الأنواع المختلفة من الأسماك سواء في المياه المالحة أو العذبة أو الشروب، وذلك في نظم مكثفة أو شبه مكثفة أو متسعة كما هو الحال في مزارع الأحواض حسب نوع السمك ونظم وآلية المزرعة.
وتختلف أحجام السياجات أو الحواجز الشبكية طبقاً للظروف البيئة وخواص المياه وأنواع السمك، وتقام السياجات أو الحواجز الشبكية في الأماكن التي لا يصلح فيها إقامة مزارع، حيث تقام في الغالب على الشواطئ وداخل البحيرات والأنهار.


5- مزارع قنوات الري وحقول الأرز:




تقام تربية الأسماك في آسيا منذ زمن بعيد في قنوات الري وحقول الأرز، ومن المعروف أن حقول الأرز ينتج فيها البلانكتون بكميات كبيرة، مما يجعلها خصبة ومصدر غذائي جيد للسمك، وهو ما يساعد على إنتاج بروتين إضافي، ويتم زراعة الأسماك صاحبة القدرة على تحمل ظروف المياه الضحلة وارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الأكسجين، كالبلطي والمبروك والقراميط.
ومن الممكن تنويع الأسماك داخل هذه المزارع، فيمكن زراعة جمبري الماء العذب والمحار، حيث أن جميعها ذات تأثيرات مفيدة على محصول الأرز، وهو ما يتيح التحكم في النباتات غير المرغوبة والقواقع ويرقات الحشرات.
وينبغي استخدام طرق مقاومة بديلة عن المبيدات، حيث يؤدى الإفراط في استخدام المبيدات إلى حدوث مشاكل في المزرعة.


6- زراعة السمك في الماء الآسن:
الماء الآسن هو نوع من الماء يتميز بقدر من الملوحة، فقد يكون ماء صرف أو ماء آبار لا يصلح لري المحاصيل الحقلية، وتتفاوت درجات ملوحة هذا الماء من موسم لآخر، فقد تنخفض في موسم المطر إلى 5 أجزاء/ ألف، وترتفع في مواسم الجفاف لكي تصل إلى 70 جزء/ ألف، ومن المعروف أيضاً أن ضحالة الماء وعمليات الرشح تؤثر على ملوحة الماء.
ويربى في الماء الآسن أسماك البلطي والقرموط والبوري والمبروك واللبن ورأس الحية والجمبري.


7- مزارع المياه الجارية:
يتميز الماء الجاري بكونه غنى بالأكسجين، وهو يسمح بزيادة معدل كثافة السمك في وحدة المساحات، كما يفيد في التخلص من نفايات السمك.


8- مزارع أنظمة الماء الدائرية:
تعد هذه المزارع من أكثر الطرق تفوقاً للحصول على إنتاج مكثف من السمك، وقد تم تطويره مؤخراً في عدد من الدول الصناعية الكبرى للحاجة الشديدة إلى الماء الجيد، وتحقيق قواعد صرف جيدة من المزرعة إلى الصرف العام، ويطبق هذا النوع من المزارع على الكائنات المائية عالية القيمة، نظراً لتكلفته العالية من حيث نظم الإنشاء والصيانة الفائقة، ويتميز بنفس مزايا وعيوب الإنتاج المكثف، هذا بالإضافة إلى كونه موفر للطاقة وهو ما يتلاءم مع ظروف البلدان النامية.
ويستخدم هذا النوع في التحكم في نضج السمك والقشريات والمحار لإنتاج الصغار في بيئة يسهل التحكم فيها.


9- مزارع الإنتاج الرأسي للمحار:
أمكن مؤخراً إدخال هذه الطريقة لزراعة أم الخلول والمحار وهو ما ساعد على زيادة الإنتاج، حيث تزرع على عصى وحبال معلقة من أسقف وفى شباك نيلون على شكل جراب أو في أواني بلاستيكية أو إطارات خشبية.
ومن المعروف أن زراعة أم الخلول والمحار كانت تتم في قاع البحر، ولكن ربما يكون من الصعب استعمال تلك الأنظمة العائمة نظراً لظروف البحر الصعبة، إلا أن مزارع المحار بنظام الحبل الطويل تعد حتى الآن فعالة.


10- المزارع البحرية:
هي مزارع يتم فيها تربية السمك والجمبري والمحاريات في مفرخات حتى يحين الوقت الذي تستطيع فيه الاعتماد على نفسها في التغذية، فيتم نشرها في بيئات الماء المفتوح، إلى أن يحين وقت صيدها، وعلى الرغم من صعوبة ذلك، إلا أن هذا النوع من المزارع يعده الخبراء مربحاً في ظروف معينة، حيث يمكن من خلاله زيادة المحصول من الصيد العادي، كما أنه يعد طريقة منظمة للتخزين.


11- مزارع الحواشات (الطواويل):
الحواشات هي المناطق المحصورة بين البحر والبحيرات الساحلية وهو ما يطلق عليه (حواشات ساحلية)، وأحيانا تكون داخل البحيرات ذاتها، وهنا يطلق عليها (حواشات بحيرية)، وتملأ هذه المرابى بالماء في فصل الصيف، حيث يكون مستوى الماء مرتفعاً نظراً لارتفاع مستوى مياه الصرف الآتية من الري، ويتم بذرها بالبلطي والبوري والقراميط والثعبان والفرخ وغيرها حتى يكتمل نموها، فيتم الحصاد.
ويلجأ المزارعون في بحيرة المنزلة غالباً إلى تسميد الحواشات بزرق الدواجن ليعطى محصولاً قدره حوالي 1475 كجم /هكتار، وكذلك استخدام الإضافات الغذائية التي مكنت من الحصول على 3.4 طن/ هكتار، وتبلغ مساحة الحواشات في مصر حوالي 48845 هكتار، ومن المأمول الوصول بها إلى 180400 هكتار.


12- المزارع مختلطة الإنتاج:
ويتضمن هذا النوع بالإضافة إلى إنتاج الأسماك إنتاج الأرز أو نوع من الحيوانات كالبط، ويتم على سطح الحوض أو بجواره.
ويتميز بالتالي:
• يستفاد فيه من فضلات البط في تسميد ماء الحوض، حيث تعتبر سماداً عضوياً ينمى العوالق.
• يساعد حفر البط للقاع الضحل في الإقلال من الإنتاج النباتي للماء وبخاصة حشائش البط .
• يستفاد من المتبقي من غذاء البط في تغذية الأسماك، أو يستخدم كسماد عضوي للسمك.
• يتغذى البط على القواقع مما يحد من انتشار مرض البلهارسيا.




تجهيز وصيانة الأحواض:


تجفيف الأحواض:
ويتم ذلك بتجفيف الحوض من الماء تجفيف كاملا للتخلص من النباتات وغيرها من الكائنات الدقيقة الضارة الموجودة في الحوض فضلاً عن المركبات والمواد التي من الممكن أن تكون قد ترسبت في قاع الحوض نتيجة التحلل العضوي، حيث يتم تأكسد هذه المواد بمجرد تعرضها للهواء الجوي، ثم تجرى عملية صيانة للحوض في حال وجود أي خلل فيه.


ملء الحوض بالماء:
يراعى أثناء هذه العملية وضع حواجز شبكية عند منبع قنوات الري والصرف لمنع دخول النباتات والأعشاب إلى داخل الحوض، وكذلك منع الأسماك من الخروج منها.


متابعة جودة مياه المزرعة:
يتم الحفاظ على جودة مياه المزرعة وذلك عن طريق متابعة خصائص المياه السابق شرحها.


التغذية الصناعية:
التغذية الصناعية ضرورة لا غني عنها في حالة الاستزراع السمكي المكثف، أما في حالة نظام الاستزراع الموسع أو شبه المكثف فإن الأسماك تحصل على جزء من طعامها من البيئة الطبيعية المحيطة، وبذلك تقل حاجتها للتغذية الصناعية، مع مراعاة أن استخدام السماد في المزارع السمكية شبه المكثفة يؤدي إلى زيادة إنتاج الغذاء الطبيعي (البلانكتون)، وبالتالي تقل حاجة الأسماك للغذاء الصناعي.
وتشكل التغذية الصناعية ما يعادل 50% تقريباً أو أكثر من جملة تكاليف المزرعة.


وعموما فيما يخص أعلاف الأسماك لا بد من توافر المواصفات الآتية:
1. أن تحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم بروتين، دهون، كربوهيدرات، فيتامينات وأملاح معدنية.
2. أن تتقبلها الأسماك.
3. أن تتكون من عناصر متوافرة (محليا إن أمكن) بشكل دائم.
4. يتم تصنيعها وتخزينها بسهولة.
5. تكون رخيصة التكاليف.
6. ألا تحتوي على مواد ضارة بالأسماك مثل المبيدات الحشرية والميكروبات والسموم.
أما المكونات الأساسية لأعلاف الأسماك فلابد أن تحتوي الأعلاف الصناعية للأسماك على عناصر البروتين والدهون والمواد الكربوهيدراتية (النشويات) الفيتامينات الأملاح المعدنية، وتجدر الإشارة إلى أن الدهون والنشويات تعد المصدر الأساسي للطاقة بينما يمثل البروتين الوحدات البنائية الأساسية للجسم.




البروتين


البروتين يمثل الوحدات البنائية الأساسية للكائن الحي، وتتركب البروتينات من وحدات تسمى الأحماض الأمينية تتجمع على شكل سلسلة ويتوقف نوع البروتين على أعداد وأنواع الأحماض الأمينية، ويتركب الحامض الأميني أساسا من الكربون والهيدروجين والنيتروجين، وتنقسم الأحماض الأمينية المكونة للبروتين إلى أحماض أمينية أساسية وأخرى غير أساسية.


مصادر البروتين:


البروتين الحيواني:
يعد البروتين الحيواني أعلى مصادر البروتين قيمة من حيث احتوائه على الأحماض الأمينية الأساسية، ولكن المشكلة الرئيسية التي تواجه استخدام البروتين الحيواني في علائق الأسماك هي ارتفاع أسعاره وقلة إنتاجه، ولذلك فلابد من حساب كمية البروتين الحيواني التي يجب أن تحتوي عليها العليقة بدقة.
ويعد مسحوق الأسماك ومخلفات الدواجن ومخلفات المجازر ومسحوق الدم ومخلفات الأسماك والقواقع من أهم مصادر البروتين الحيواني المستخدمة في علائق الأسماك.
وتختلف جودة البروتين باختلاف مصدره ومحتواه من الأحماض الأمينية وطريقة التحضير والتخزين، ويعد مسحوق السمك هو أجود أنواع البروتين الحيواني، حيث أنه يحتوي على كميات عالية من جميع الأحماض الأمينية الأساسية وذلك مقارنة بالمصادر الأخرى.


البروتين النباتي:
تعد محاصيل الزيوت مثل فول الصويا وبذرة القطن وبذرة عباد الشمس والسمسم من المصادر الأساسية للبروتين النباتي، وذلك بعد عصر البذور واستخلاص الزيوت منها، وتحتوي بذور هذه النباتات على نسبة عالية من معظم الأحماض الأمينية الأساسية كما تعد الكلوريلا والأسبيرلينا وخس البحر من المصادر الجيدة للبروتين النباتي أيضا، ولكن تجدر الإشارة إلى بعض المصادر البروتينية النباتية تفتقر إلى حمض الليثين ولذلك يجب إضافة هذا الحمض عند استخدامه كمصدر للبروتين في عليقة الأسماك المستزرعة، وبصفة عامة يتم إضافة الأحماض الناقصة في الغالب بإضافة مصدر آخر يحتوي على كمية عالية من هذه الأحماض الناقصة.


بروتين الخلية الواحدة:
ينتج هذا البروتين (كما يتضح من التسمية) من مصادر نباتية أو حيوانية وحيدة الخلية مثل الخميرة والطحالب والحيوانات الأولية وحيدة الخلية، فمن المعروف أن هذه الكائنات تتكاثر ويتضاعف عددها ملايين المرات في فترات زمنية وجيزة، ولذلك يمكن استزراعها بشكل مكثف وفي حيز ضيق لاستخدامها في تغذية الأسماك، وخاصة في المراحل المبكرة من العمر (المراحل اليرقية)، وتمتاز هذه الكائنات باحتوائها على نسبة عالية من البروتين ولذلك يمكن إضافتها بنسب مختلفة إلى العلائق الصناعية للأسماك.


المخلفات الصناعية والزراعية:
تعتبر العديد من المخلفات الصناعية والزراعية وغيرها من المخلفات، مصادر هامة للبروتين في علائق الأسماك المستزرعة، فمخلفات صناعة الأغذية مثل مخلفات صناعة العصائر والأغذية المحفوظة والخميرة والنشا تحتوي على نسب متفاوتة من البروتين النباتي أو الحيواني، وبذلك يمكن أن تضاف بنسب معينة حسب ظروف الاستزراع والمحتوي البروتيني للمادة المضافة.


الإجراءات التنفيذية لمشروعات الثروة السمكية:
تولى الدولة مشروعات الثروة السمكية اهتماماً بالغاً وعناية فائقة، حيث تعد مصدر بروتيني مهم ورخيص، كما أنها تعد مجال جديد يمكن استثمار طاقات كثير من الشباب العاطل في العمل فيه، وبالتالي اعتبارها مصدر للدخل القومي.


ومن ضمن مشروعات الأمن الغذائي في مجال مشروعات الثروة السمكية:
1. إقامة مشاريع المزارع السمكية .
2. إقامة مشاريع المفرخات لإنتاج الزريعة السمكية .
3. الاستزراع السمكي في مزارع الأرز .
4. الاستزراع السمكي فوق أسطح المنازل .
5. تطوير وتنمية المصايد المقامة فعلياً .
6. تمليك الشباب مشاريع الأقفاص السمكية العائمة .
الأوراق المطلوبة للحصول على تراخيص إقامة المزارع السمكية في المياه العذبة:
1. طلب معاينة مدموغة ببيانات المرخص له والشركاء في حالة وجود شركاء.
2. موافقة من وزارة الزراعة تفيد بأن الأرض المراد إقامة المزرعة عليها، أرض بور غير صالحة للزراعة .
3. خرائط مساحية للموقع بمقياس 1: 2500 سم مبين عليها المساحة
4. رسم كروكي للإنشاءات المختلفة مثل الأحواض والبوابات ومحطات الرفع والمخازن وأماكن الإدارة والعاملين .
5. موافقة وزارة الري .
6. وللحصول على ترخيص لمزرعة تعتمد على مياه البحر، يجب الحصول على كل من هيئة حماية الشواطئ أو مخابرات حرس الحدود .
المعوقات التي تمنع الحصول على تراخيص الاستزراع السمكي:
1. إقامة المزرعة على أرض زراعية أو قابلة للزراعة .
2. إقامة المزارع السمكية داخل البحيرات.
3. اعتماد المزرعة على مياه الماء العذب فقط .
4. إقامة المزرعة في موقع قريب من المناطق الأثرية والسياحية .
5. إقامة المزارع البحرية داخل المساحة المحظورة أمنياً (100 متر من البحر).
6. إقامة المزرعة في موقع قريب من فتحات البواغيز أو الفتحات المتصلة بها.

الاستزراع السمكى الجزء الثالث


الاستزراع السمكي في الأقفاص العائمة:

جاءت فكرة الأقفاص العائمة من خلال البحث عن طرق للاستزراع السمكي أقل تكلفة، وعلى درجة عالية من الكفاءة يمكنها أن تحقق عائداً مجزياً في نفس الوقت، وقد بدأت الفكرة في بلاد الشرق الأقصى باستخدام وسط مائي طبيعي وبأي خامات متوافرة لتصنيع الوحدات العائمة . وفى مصر نجحت الأقفاص في كثير من مشروعات الشباب، حيث قامت بعض المحافظات بتمليكها لهم بأقساط رمزية، وبخاصة في محافظة البحيرة، وقد اعتبرت من مشروعات التنمية الريفية الناجحة.


الخطوط الأساسية الواجب اتباعها عند إقامة مزرعة أقفاص:




1. يجب اختيار الموقع المناسب لإقامة الأقفاص من حيث:
• عمق المياه
• عدم تعرضه للرياح الشديدة
• صلاحية المياه لتربية الأسماك
• أن يكون الموقع خالي من الأشجار والصخور وبعيداً عن مصادر التلوث.
2. تأمين مكونات بطارية الأقفاص:
• الشباك
• الهيكل المعدني والأخشاب والحبال المعدنية المثبة
• الطوافات (براميل فارغة معدنية مغلقة – فواشات بلاستيكية مسمطة بحجم البرميل).
• معالف.
3. ربط الهيكل المعدني على شكل صفين من الأقفاص المتوازية خارج الماء بحيث يعطي الشكل العام للمزرعة.
4. وضع الطوافات في مقرها على أطراف الهيكل المعدني وربطها جيداً.
5. سحب الهيكل إلى داخل المياه وتثبيت الممر الخشبي بين الأقفاص.
6. تثبيت الهيكل بحبال قوية مع الشاطئ من كل الجهات بحيث تؤمن من التثبيت الكافي لهذه الأقفاص.
7. ربط الشباك المصنعة على شكل كيس شبكي وفق قياس الهيكل المعدني على أطراف الهيكل.
8. تثبيت المعالف فوق الأقفاص بمعدل معلف واحد لكل قفص.


مسقط أفقي لأقفاص تسمين عائمة



مسقط عمودي لأقفاص تسمين عائمة


مقطع عمودي لأقفاص تسمين ثابتة قياس 5×5×2.5م والتي لا تحتاج إلى طوافات بسبب تثبيتها بالأرض مباشرة



العوامل التي يتوقف عليها الإنتاج:
1. حجم القفص .
2. العمق تحت القفص وسرعة تيار الماء .
3. نوع السمك المراد تربيته .
4. معدل الإصبعيات التي يتم تربيتها في القفص .


كيفية استخدام الأقفاص العائمة:


احد الاقفاص العائمة:
يشترط في تربية الأسماك باستخدام الأقفاص العائمة أن تكون في درجة حرارة تتراوح من 20 إلى 40 درجة مئوية، وأن تكون بعيدة عن التيارات المائية كالأمواج الشديدة، وتثبت الشباك في الشاطئ أو بالمسطح المائي، وتوضع في أماكن بها مياه جارية خالية من التلوث، لكن شريطة ألا تعوق مجرى الماء، وبخاصة في الترع المستخدمة في ري الأراضي الزراعية.
وتوضع الأقفاص في المياه، بحيث تكون على ارتفاع من 10 إلى 15 سم من سطح الماء حتى يسهل متابعة الأسماك دون السماح لها بالقفز خارج القفص، وأن تكون على عمق لا يقل عن 1.5م.
يتم تغطية الأقفاص عند سطحها بشباك من النايلون، وترك فتحة لوضع الغذاء منها، مع الحرص على سلامة الشباك من التمزق حتى لا تتسرب الأسماك منها.
ينبغي تنظيف الأقفاص بشكل دوري بإزالة العوالق التي تعلق بها سواء أكانت من النباتات المائية أو الطحالب التي تعيش في الماء، ومن المعروف أن هذه العوالق تتسبب في إعاقة جريان الماء والأكسجين.




ضوابط وضع الزريعة في الأقفاص:

تتم عملية وضع الزريعة في الأقفاص في شهر مايو أو أبريل، حيث تستمر فترة النمو حتى شهر أكتوبر ونوفمبر، وذلك حسب ظروف المكان و درجة الحرارة، وتختلف كثافة الزريعة المضافة للأكياس بحسب نوع السمك وجودة المياه، حيث تتراوح ما بين 100 – 500 سمكة/ م3، وفى حالة الكثافة العالية تحتاج الزريعة أن يتم فردها وتوزيعها حتى تصل إلى 100 سمكة/ م3.




يجب مراعاة الالتزام ببعض الضوابط الضرورية في عملية النقل من المفرخات:
1. يتم النقل في الصباح الباكر لتجنب درجة الحرارة .
2. يتم النقل من أقرب موقع لتقصير مسافة النقل .
3. توضع الزريعة في أكياس بلاستيكية ممتلئة إلى الثلث بالماء، على أن يملأ الفراغ المتبقي بالأكسجين
4. يتم النقل بواسطة سيارات مجهزة بغطاء يقيها من حرارة الشمس.
5. توضع الأكياس في البيئة الجديدة معلقة أو طافية في الماء لحوالي 15 دقيقة حتى تتعادل درجة حرارة الكيس مع درجة حرارة الماء .
6. يتم غمر الكيس تحت سطح الماء بشكل تدريجي، حتى تخرج الزريعة أيضاً بشكل تدريجي .

مميزات تربية الأسماك في الأقفاص العائمة:
1. انخفاض التكلفة.
2. تتواءم مع أي مسطح مائي كالبحار أو البحيرات أو الترع أو المصارف أو القنوات.
3. تعد الوسيلة الأفضل لتربية سمكة البلطي من ذلك النوع المفرط في التكاثر والتي تزيد أعدادها على حساب الحجم، وتساعد الأقفاص على فقدان البيض من الشباك، حيث تظل الاصبعيات والأسماك فقط.
4. تساعد الأقفاص العائمة على حماية الزريعة من الطيور والأسماك المفترسة.
5. سهولة نقل الأقفاص لأماكن أخرى أفضل في حالة إذا ما كان ذلك مطلوباً.
6. التسويق يتم داخل الأقفاص وبدون أية مساومات خوفاً من فساد الأسماك.
7. يتيح هذا الأسلوب متابعة ومراقبة النمو والكشف الدوري على الأسماك

الأنواع التي يفضل تربيتها في الأقفاص:
يعد السمك البلطي الأفضل بالنسبة للتربية داخل الأقفاص نظراً لسرعة نموه، كما يصلح للتربية داخل الأقفاص كل من سمك المبروك والقراميط، وهى جميعاً من أسماك المياه العذبة.
أما بالنسبة لأسماك المبروك الفضي فيعيبها أنها كثيرة الحركة ومن عاداتها القفز المستمر داخل المياه، بالإضافة إلى أنه قد يتسبب في تمزيق الغزل، وهو ما قد يؤدى لفقدان أعداد كبيرة منها، وللتغلب على هذه المشكلة يفضل جعل الشباك مزدوجة، أما سمكة المبروك العادي فهي سمكة قاعية تتغذى على العوالق والكائنات الموجودة في القاع، لذا فإن الأقفاص العائمة لا تعد بيئة مناسبة لها.


تغذية الأسماك في الأقفاص العائمة:
ينبغي عند تغذية الأسماك في الأقفاص العائمة، تقديم العليقة الصناعية بحيث تكون مقبولة، وذات حجم مناسب للأسماك الموجودة في الأقفاص، وأن تكون لها كفاءة تحويلية عالية، ويراعى توافرها على النطاق المحلى، وأن تكون قليلة التكلفة، كما أنه لابد من استخدام نظام الغذايات لتقليل الفاقد من العليقة، ومن الجدير بالذكر معرفة أن 60% من المصاريف تشمل التغذية.
وتقدم العليقة بناء على عدة عوامل، مثل درجة الحرارة، نسبة الأكسجين في الماء، عمر السمك، حجم السمك


1- التغذية اليدوية:
ينبغي تحديد ميعادين لتقديم العليقة للأسماك داخل الأقفاص، حتى تتعود الأسماك على مكان وميعاد ثابت لتقديم الغذاء، على أن يكون الأول في الصباح الباكر والثاني بعد الظهر، ويجب أيضاً تحديد الكمية المضافة بشكل دقيق، ويفضل أن يكون ذلك حسب متوسط وزن الأسماك، على أن تضاف على فترات بسيطة فيما بينها، حيث أن زيادة الغذاء قد تؤدى لحدوث فاقد في الماء، كما أن تحلل هذا الفاقد غالباً ما سوف يؤثر على نسبة الأكسجين الموجودة في الماء.


2- التغذية الآلية:
تنقسم الغذايات الآلية إلى قسمين: الأول مستمر يعمل على مدار اليوم بمعدل ثابت، ويفضل استخدام هذا النوع مع الأسماك الصغيرة، أما النوع الثاني فيعمل فقط عندما يتم رفع جزء خاص بالغذاية، حيث يعطى الكمية التي يتم ضبطه عليها.

إنشاء مزرعة دائمة الجريان لإنتاج التوريت

مزارع دائمة الجريان هي أكثر تطوراً من المزارع الواسعة وأكثر إنتاجاً وتعتمد على استخدام مساحات صغيرة من الأرض وكميات كبيرة من المياه بحيث تعطي أكبر كمية من الأسماك في وحدة المساحة وهي غالباً أحواض اسمنتية وقد تكون في بعض الأحيان أحواض معدنية من الصاج أو أحواض بلاستيكية أو مصنوعة من الأقمشة المطاطية.


الخطوات الواجب اتباعها عند إنشاء مزرعة دائمة الجريان:



1. اختيار الموقع المناسب من حيث:
• توفر المياه الكافية والتي تتناسب ونوع الأسماك التي ستربي فيها.
• صلاحية الموقع لإقامة الأحواض.
• توفر مستلزمات تشغيل المزرعة.
• توفر سوق تصريف الإنتاج.
2. وضع مخططات المزرعة (الأحواض، أقنية التغذية والصرف، المباني)
3. تأمين مواد الإنشاء وتصنيعها.
وهناك أشكال عديدة ونماذج مختلفة لأشكال المزارع ونمط التربية فيها وفق البلدان وتطور التكنولوجيا فيها.
وفيما يلي نبين بعض النماذج البسيطة التي توضح بعض أشكال هذه المزارع وبعض القياسات التي تساعد على فهم أساسيات إنشائها من واقع الظروف المحلية وتوفر مستلزمات الإنشاء والتشغيل.


حوض حضن فراخ التراوت بعمر شهر ونصف


حوض حضن فراخ الترويت بعمر أسبوعين


حوض دائم الجريان دائري لتربية التراوت


مقطع عمودي لحوض دائري دائم الجريان


مسقط أفقي لحوض تسمين دائم الجريان 36×4×1.3


مقطع عرضي لحوض تسمين دائم الجريان

الاستزراع السمكى - الجزء الرابع

استزراع الأسماك في حقول الأرز:
تعتبر زراعة السمك في حقول الأرز إحدى أفضل الطرق العلمية لتفعيل استخدام الأرض الزراعية، وبخاصة في الدول الفقيرة، حيث تسهم في حل مشكلة النقص الحادث في إنتاج البروتين الحيواني وبأسعار رخيصة.
ومن المعروف أن مزارع الأرز تتميز بالمساحات الكبيرة مما يعظم من قيم الإنتاج السمكي، خاصة وأن تلك المزارع تكون عادة بعيدة عن البحار والبحيرات ومراكز الصيد، ومن هذه الأنواع المستزرعة في منطقة الشرق الأوسط: السمك المبروك، والبلطي والموزامبيقى، ويتم زراعة القراميط في الولايات المتحدة، ويفضل زراعة البلطي والبورى والموزامبيقى في بيئة الماء المشروب.
ويمثل إنتاج الأسماك في حقول الأرز في مصر حوالي 2.4 % من إجمالي إنتاج الأسماك من المصادر المختلفة طبقاً لتقرير الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية عام 2001.

ولاستزراع الأسماك في حقول الأرز عدة فوائد نحصرها فيما يلي:
1. تتغذى الأسماك المستزرعة في حقول الأرز على بعض الحشرات و الطحالب و الديدان الضارة بمحصول الأرز.
2. تؤدي مخلفات الأسماك في الحقل إلى خصوبة التربة مما يقلل من معدلات تسميد الأرز.
3. القضاء علي ظاهرة الريم في حقول الأرز التي تؤثر سلباّ علي إنتاجية الأرز .
4. يؤدي استزراع الأسماك في حقول الأرز إلي زيادة محصول الأرز بحوالي 10 – 12% للفدان، وبالتالي زيادة العائد النقدي للمزارع بزيادة محصول الأرز و الأسماك معاّ.
5. بالنسبة لأسماك البلطي يفضل زراعتها في مزارع الأرز حيث أنها تؤكل في أي حجم في نهاية موسم الاستزراع، وفي ذات الوقت لا تتغذى على محصول الأرز لأنها ليست عشبية التغذية، بالإضافة إلى أنها مقاومة للأمراض خلال فترة التربية.
6. يفضل استزراع أسماك البلطي وحيد الجنس (منتج بالتهجين) لأنها لا تتكاثر فلا تسبب ازدحام الأسماك في الحقل، وبالتالي تحقق معدل نمو أعلى من استزراع البلطي المختلط.


تختلف ظروف زراعة السمك في حقول الأرز تبعاً لمجموعة من العوامل هي:
1. اختلاف نوع التربة وطبيعة الطقس في المنطقة المزروعة.
2. اختلاف أنواع السمك المزروع.
3. اختلاف نوع وطرق زراعة الأرز.
4. اختلاف طرق زراعة السمك وطرق تغذيتها.
5. اختلاف طرق تسميد التربة واستخدام المبيدات بها.

الشروط الواجب توافرها في السمك المزروع:
1. أن يكون قادر على تحمل ظروف الحياة في الماء الضحل.
2. أن يكون قادر على تحمل ظروف قلة الأكسجين الذائب.
3. يمتاز بسرعة النمو حتى حجم التسويق.
4. القدرة على تحمل ظروف ارتفاع درجة الحرارة.
5. أن يكون قادر على تحمل ظروف الماء العكر.

عيوب هذا النوع من الاستزراع:
1. ارتفاع نسبة الفقد في المنتج من السمك، حيث يتراوح ما بين 40 – 60% للإصبعيات، و 20 – 30 % لسمك المائدة، وذلك بسبب الحيوانات المفترسة أو الطيور كأبي قردان.
2. ارتفاع درجات الحرارة خاصة في حالات الماء الضحل الذي يتسم بقلة الأكسجين الذائب.
3. تحتاج إلى جسور وأخاديد بما يشغل مساحة 5 – 7 %من مساحة الحقل.
4. قد يحتاج السمك إلى ماء عميق لا يتحمله الأرز.
5. تحول هذه النوعية من المزارع دون استخدام الوسائل الزراعية الحديثة من ميكنة، وأسمدة كيماوية ومبيدات حشرية، ويمكن التغلب على هذه العيوب بالزراعة المتناوبة بين السمك والأرز.


حقل الأرز:
يعامل حقل الأرز كما هو الحال في الأحواض السمكية، إذ يعتبر الحقل حوض ضحل الماء، نظراً لوجود الأرز فيه، ويتم توفير سبيل لري الحقل وصرف الماء منه، كما يتم إحاطته بالتربة لحفظ الماء، حيث ينبغي أن تكون الجوانب على ارتفاع 25 سم، وعرض 50 سم من أسفل، و25 سم من أعلى.


أصناف الأرز التي يوصى بزراعتها:
يوصى في هذا النوع من الاستزراع السمكي بزراعة أصناف الأرز (جيزة 177، و178)، و (سخا 101، و102) وذلك للأسباب الآتية :
1. مقاومتها لمرض اللفحة و بالتالي عدم استخدام المبيدات الفطرية للأرز .
2. فترة الاستزراع (120 يوما) من الزراعة حتى الحصاد .
3. توفير مياه الري بنسبة 25 – 30 % بالمقارنة بالأصناف القديمة .
4. متوسط إنتاج الفدان من الأرز يتراوح بين 3.5 –4طن / فدان .
5. يمكن استكمال فترة التربية في مصرف قريب من حقل الأرز .
مع العلم بأنه يجب مراعاة أن الجورة يكون بها من 3 – 4 نباتات، والمسافة بين الجورة و الأخرى حوالي 15سم، وذلك حتى تتخلل أشعة الشمس النباتات ويتكون الغذاء الطبيعي للأسماك.

تجهيز حقل الأرز لاستزراع الأسماك:
1. ويتم التجهيز عن طريق حفر أخاديد بعرض 50 سم وعمق 30 سم على الأقل، كما تحفر أخاديد أخرى تأوي إليها الأسماك عند ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة بالحقل، على أن تكون على عمق 1 متر، ويفضل أن يكون في طرف الحقل ناحية الصرف، وذلك حتى تستخدمها الأسماك كمأوى لها عند انخفاض مستوى الماء بالحقل.
2. يراعى تشوين ناتج حفر الزورق على ريشة واحدة هي الريشة الخارجية للحوض والريشة الداخلية في مستوى حقل الأرز.
3. يتم عمل 2 سرند لكل زورق، وهي عبارة عن برواز خشبي (1×1م) مغطى بسلك سعة فتحاته ضيقة، ويوضع سرند منهما عند رأس الزورق و الآخر عند آخره، وذلك لمنع دخول الأسماك الغريبة للحقل ومنع خروج الأسماك المستزرعة من الحقل، ويراعى تثبيت هذه السرندات جيداّ.
4. تؤمن فتحة دخول وخروج الماء، بحيث يمنع هروب السمك أو دخول أسماك غريبة.
5. يفضل استخدام الماء الشروب المائل إلى الملوحة، حيث أن استعمال الماء العذب يعد مكلفاً، ويفضل المداومة على ري حقل الأرز بالماء ولو على فترات، حتى يتسنى تعويض الماء المفقود عن طريق التبخير أو التسرب، وضمان استقرار مستوى الماء عند حد معين.
6. في حالة استخدام مبيدات الحشائش يراعى إضافة الإصبعيات بعد أسبوع من الرش لتلافي تأثير المبيد وحسب فترة التحريم للمبيد المستخدم.


التسميد العضوي:
يستخدم السماد البلدي (زرق الدواجن) بمعدل 30 كجم / فدان بالنثر على قاع الزورق، وذلك قبل نقل شتلات الأرز من المشتل إلى الحقل.
يبدأ إعداد المشتل لزراعة الأرز في الأسبوع الأول من شهر مايو ويجب عدم التأخر عن هذه الفترة وذلك لأن التأخير سوف يضر بمحصول الأرز وكذلك يقلل من الإنتاج الكلي للأسماك المستزرعة.

طرق الإنتاج:
تختلف طرق الإنتاج حسب حجم السمك، ففي حال إذا ما بدأنا بزراعة الفقس يكون الناتج من الإصبعيات التي يصل طولها إلى 3 سم في 5 أسابيع، أما إذا بدأنا بالإصبعيات فنحصل على سمك للأكل مباشرة، والذي قد يزن قرابة 100 جم في شهرين، وقد تستخدم حقول الأرز لحوض التبويض.


وهناك نوعان من الطرق المستخدمة في إنتاج السمك:
أ‌- الإنتاج الموحد: وفيه يتم حصد الأرز والسمك في وقت واحد، وهو ما يتطلب نمو كل من السمك والأرز معاً في نفس الوقت، ويتم في هذا النوع من الإنتاج تخزين الاصبعبات (5- 8سم لإنتاج سمك المائدة) بمعدل 2 – 3 ألف/ هكتار.
ب‌- الإنتاج المتناوب: وفيه يتم حصد السمك والأرز بشكل متناوب.

نقل الإصبعيات من المفرخات إلى حقول الأرز:
1. بعد فرد شتلات الأرز في الحقل المستديم ورفع منسوب المياه، توضع أكياس الزريعة على سطح مياه الزورق المحفور بالحقل لمدة حوالي 15دقيقة، وذلك لتتأقلم إصبعيات الأسماك على درجة حرارة مياه الزورق، ثم يتم فتح كيس الإصبعيات مع إدخال تيار مائي بطئ، فتخرج الإصبعيات إلى مياه الزورق ويجب أن لا يقل منسوب المياه عن 10- 15سم طوال الاستزراع .
2. تستزرع أسماك البلطي في حقول الأرز بمعدل 500 وحدة للفدان.
3. يجب أن تبدأ بإصبعيات بلطي وزن 2- 5جم حتى تصل إلى الحجم التسويقي في نهاية مدة الاستزراع، حيث يصل متوسط وزن السمكة إلى حوالي 100- 125جم في حالة التغذية الصناعية مع التسميد العضوي، أما عند استخدام التسميد العضوي فقط يصل الحجم التسويقي حوالي 80-100جم.

التغذية الصناعية للأسماك المستزرعة في حقول الأرز:
تتم التغذية الصناعية للإصبعيات بنسبة 25% بروتين بعد 24 ساعة من وضعها في الحقل، مع مراعاة وضعها مرتين خلال اليوم، في المرة الأولى الساعة العاشرة صباحاً، وفي المرة الثانية الساعة الثانية ظهراً، وذلك حتى تقلل الفاقد منها، وكذلك حتى لا تؤثر على صفات وجودة المياه في الحقل .

كيفية حساب كمية العلف التي يجب إضافتها:
لابد من ملاحظة وزن الأسماك كل 15 يوم، وذلك بأخذ عينة منها بواسطة شلب كبير، وذلك لحساب الزيادة في الوزن، وبالتالي حساب كمية العلف التي يجب إضافتها، ويضاف العلف بنسبة 3% من الوزن الكلي للأسماك المستزرعة. مثال: إذا كانت الإصبعيات المستزرعة 1000 إصبعية، ومتوسط وزن الإصبعية الواحدة 15جم، فإن كمية العلف التي يجب إضافتها تكون 1000إصبعية × 15جم ×3/100 ( نسبة العلف) =450جم يومياً.
ويمكن الاستغناء عن إضافة العلائق الصناعية نظراً لارتفاع ثمنها واستخدام العلائق غير التقليدية (مخلفات مصانع الأغذية ومخلفات المخابز)، وكذلك يمكن خلط بعض مخلفات المحاصيل الحقلية وإضافة مجروش الذرة الصفراء و الردة، وذلك لزيادة ربحية المزارع.


حصاد الأسماك:
من طرق الحصاد أن يتم حصد الأزر والسمك مرة واحدة في السنة، أو من خلال طريقة تعرف بثلاثية الحصاد في السنة ويتم فيها مرتان للأرز ومرة ثالثة للسمك، وهناك طريقة ثالثة يتم فيها الحصاد كخمسة مرات للأرز أو السمك على مدار سنتين.

أما الخطوات العملية للحصاد فهي:
1. بعد انتهاء مدة زراعة الأرز وعند نضج السنابل، يبدأ الصرف التدريجي لمياه الحقل وتتجه الأسماك إلى الخندق، فيتم جمعها بواسطة شبكة عادية يمسك طرفيها في اتجاه طرفي الزورق.
2. يتم نقل الأسماك إلى مكان تجميعها وتغسل ويتم تدريجها على حسب حجمها، وتوضع في أقفاص بلاستيكية تمهيداً لبيعها .
3. وينبغي على الزارع أن يراعي فترات غمر الحقل بالماء، وهى الفترات التي ينمو فيها السمك قبل أن تتم عملية صرف الماء من الحقل بغرض إعطاء الفرصة للأرز للنضج والإزهار.

أسطح المنازل.. مزارع سمكية


كيفية زراعة الأسماك على الأسطح؟
إن النظام يتكون من حاويات بلاستيكية مملوءة بالماء بطول مترين، وعرض متر واحد، وسُمك 40سم؛ حيث تأخذ حوالي 400 لتر مياه ينمو فيها السمك، ويتم ضخ هواء داخل الماء عن طريق مضخة هواء صغيرة لإمداد الأسماك بالأوكسجين اللازم، ثم يتم رفع المياه بواسطة مضخة صغيرة لتمر على النباتات النامية في المنضدة المملوءة ببيئة "البرليت"، فيتم حجز المواد العضوية على بيئة البرليت، ويقوم النبات بامتصاص الأمونيا الناتجة من إفرازات الأسماك، ثم يعود الماء مرة أخرى إلى حوض الأسماك نظيفًا خاليًا من المواد العضوية، وبالتالي لا نحتاج إلى تغيير المياه، بل يتم إضافة مياه خالية من الكلور لحوض السمك مباشرة كلما نقص ماؤه.
ويتم تربية 100 - 150 سمكة في كل 400 لتر ماء، وهذا ينتج حوالي 30 - 35 كجم من الأسماك خلال فترة من 4 - 6 أشهر، وتختلف طبقًا لاختلاف حجم الزريعة التي تبدأ بها الزراعة. وقد كان الاعتقاد السائد أن هذا النظام لا يصلح إلا مع المحاصيل الورقية كالخضراوات، إلا أن تجارب أجريت عليه مؤخرًا أثبتت فاعليته مع المحاصيل الثمرية كالفراولة. كما أنه يلائم كافة أنواع الأسماك؛ حيث تمت تجربته مع أسماك البلطي والبوري والثعبان والجمبري.












مزايا زراعة الأسماك على الأسطح:
ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن هذا النظام له العديد من المزايا التي تجعله يفوق مزارع الأسماك العادية؛ فهو إلى جانب إعطائه إنتاجًا من الأسماك خالٍ من الملوثات فهو يوفر المياه؛ فلن تكون هناك حاجة إلى تغيير المياه بصفة يومية، كما تتم الاستفادة من مياه حوض الأسماك في ري المزروعات، أيضًا يوفر في كمية الأعلاف التي توضع للأسماك؛ لأن جزءًا من تغذية السمك يعتمد على ما تفرزه جذور النباتات. وأخيرا فإنه يعطي خاصية تكثيف الاستزراع السمكي.
وعن تطبيق هذا النظام: إنه بعد اكتمال صورة هذا النظام وتجربته بدأنا في تنفيذه؛ حيث تم تطبيقه ببعض المنازل التي تم زراعة سطحها بنظام البرليت، كما قام المعمل بتنفيذه بأحد الفنادق بالساحل الشمالي بعد أن وجدت إدارة الفندق في هذا المشروع وسيلة تمكنها من الحصول على احتياجاتها من الأسماك الطازجة. بالإضافة إلى ذلك سيعقد المعمل اجتماعًا مشتركًا مع مسئولي وزارة الزراعة قريبًا لتحويل هذا المشروع إلى مشروع قومي مصري يتم تنفيذه على أسطح المدارس ومراكز الشباب والمباني الحكومية للوزارات.

Delete this element to display blogger navbar

 
Powered by Blogger