مقدمة:
عندما نتكلم عن الثروة الحيوانية وأهميتها في تقدم الأمم ورفاهية شعوبها يجب أن نفكر قبل كل شيء بالتكاثر الحيواني، ومن المعلوم أن أهم عامل في التكاثر الحيواني هو الذكر لما له من أهمية ونقل الصفات الوراثية إلى أعداد كبيرة من الأجيال المتعاقبة، وخاصة إذا استعمل هذا الذكر في التلقيح الاصطناعي. فإذا كان صفاته الوراثية رديئة سبب ذلك كارثة اقتصادية عظمى لايحمد عقباها.
لذا اتجهت البلاد المتقدمة إلى تشكيل لجان فنية في وزارة الزراعة مهمتها انتخاب وانتقاء الطلائق الممتازة وإعطاؤها رخصاً رسمية يسمح بموجبها بتصنيع نتاجها الذكري. وطالما أن الذكر هو أهم عامل في هذا التكاثر فيما إذا اقترن مع أنثى جيدة لما له من أهمية في نقل الصفات الوراثية إلى أعداد كبيرة عبر هذه الإناث.
إذاً لابد من الذكر بأن الأنثى هي أيضاً تدعم وتطور الثروة الحيوانية وهذا التطور له علاقة وارتباط وثيق وأساسي في مدى الرعاية والعناية التناسلية للأنثى.
فتقدم التلقيح الاصطناعي لايتم إلا إذا تم هنالك تعاون كامل بين الذكر الجيد والأنثى الجيدة ، إذاً لابد من الاهتمام أيضاً بالناحية التناسلية للأنثى (التكاثر) ، فيما إذا أردنا تحقيق الغاية والهدف الذي أسس من أجله التلقيح الاصطناعي بعد افتتاح مركز الغزلانية، في عداد الدول المتقدمة الكبرى أهميته بالنسبة للثروة الحيوانية في رفاهية الشعب العربي السورية. وذلك إذا أردنا لتربية الحيوان أن تنمو بشكل مكثف وصحيح.
ولهذا فإن إخصاب الأنثى هو الشغل الشاغل لمربي الحيوان ولرفع نسبة الإخصاب هذه لابد من دراسة العوامل التي تعيق هذه العملية من الناحية التي تخص التلقيح الاصطناعي وهذه العوامل صنفت على أساس عوامل خارجية وأخرى داخلية مثل : ظروف رعاية الحيوان، البيئة، أسلوب التغذية، الجهل بإجراء عملية التلقيح الاصطناعي. أمراض باثالوجية تناسلية والتي تظهر وبشكل خاص وبكثرة عند الحيوانات ذات الإدرار العالي. ولهذا أعطي الاهتمام الكبير في عصرنا الحالي إلى الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى انخفاض في إنتاجية الحيوان وإلى دراسة العوامل التي ترفع فعالية التلقيح الاصطناعي عند الأبقار، الأغنام، الدواجن وما يخصنا هنا كيفية زيادة نسبة الإخصاب عند الأبقار ومن أجل تحقيق هذه الأهداف لابد من تحقيق البنود التالية:
1- تحديد الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض نسبة الإخصاب عند الأبقار.
2- استخدام المعالجة الفيزيائية وبعض المركبات الهرمونية والأدوية لمعالجة الأمراض الباثالوجية التناسلية عند الأبقار.
3- اتخاذ الإجراءات الكفيلة برفع النتائج الإيجابية لعملية التلقيح الاصطناعي. ولهذا سوف نقوم بدراسة كل من هذه البنود وبشكل موجز.
أولاً : الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض نسبة الإخصاب عند الأبقار:
قبل دراسة الأسباب لابد من دراسة الحالة الفيزيولوجية للحيوان حسب تسجيلها في سجلات الملقح الاصطناعي للمزرعة مثل: الفترة المخصبة، أيام عدد الإخصاب، تكرار الشبق، فترة الحمل، الفترة بين ولادتين، ثم تصنيف أبقار المزرعة إلى ثلاثة مجموعات أثناء فحصها لتشخيص الحمل والحالة المرضية التناسلية:
المجموعة الأولى: الأبقار التي مضى على ولادتها 30 يوم ولم تأت بدورة الشبق.
المجموعة الثانية: الأبقار الملقحة أكثر من 3-4 مرات ولم تخصب.
المجموعة الثالثة: الأبقار الملقحة والتي لم يشخص عندها الحمل.
ثم تحليل دم الأبقار مخبرياً من الناحية الكيميائية الحيوية عن : البروتين العام، الكالسيوم، الفوسفور غير العضوي، الكاروتين، الحموضة، الأجسام الكيتونية، ثم بعدها نبحث الأسباب التي تضعف فعالية التلقيح الاصطناعي والتي إما أن تكون : البيئة والظروف الموجودة بالمزرعة – سوء التغذية – سوء الرعاية، - الجهل بإجراء عملية التلقيح الاصطناعي – الأمراض الباثالوجية التناسلية – الأمراض الأخرى.
ويهمنا حالياً الأسباب الثلاثة الأخيرة، أما الأسباب الأخرى فسوف ندرسها فيما بعد.
أ- الجهل بإجراء عملية التلقيح الاصطناعي: ويشمل:
- تحديد موعد التلقيح الاصطناعي (الشبق، التبويض) .
- تنظيف الفتحة الخارجية التناسلية (شفري الفرج) بالقطن الجاف.
- حقن الحيوانات المنوية في منطقة عنق الرحم وليس في المهبل حيث وجد أن نسبة الإخصاب تنخفض بمقدار 40% عن معدلها فيما إذا تم الحقن في المهبل.
- اتباع القواعد لتذويب حبيبات السائل المنوي المجمد بشكل دقيق وصحيح وبالتالي القيام فوراً بإجراء عملية التلقيح الاصطناعي.
فقد وجد أن السائل المنوي المجمد تنخفض نوعيته بعد التذويب بسبب التغيرات المفاجئة لدرجات الحرارة المحيطة ، فمثلاً حبيبات السائل المنوي المجمد تذوب قبل التلقيح حسب قواعد التذويب المعروفة 38 درجة مئوية حتى 40 درجة مئوية وبما أن تلقيح الحيوانات يتم في الاسطبل 5-15 درجة مئوية وخاصة في فصول السنة الباردة فالسائل المنوي تنخفض درجة حرارته ثم لايلبث أن ترتفع ثانية بعد إدخاله في الرحم حتى درجة حرارة الجسم 38م هذا التذبذب في درجات الحرارة على الحيوانات المئوية هو السبب في انخفاض نوعية السائل المنوي وبالتالي انخفاض في نسبة الإخصاب. بسبب حدوث الصدمة الحرارية غير الكاملة والتي تخفض حيوية الحيوانات المنوية لهذا السائل المنوي كما أثبتته التجربة الخاصة بذلك.
- فحص حيوية الحيوانات المنوية بعد التذويب وقبل التلقيح مباشرة تحت المجهر.
- هذا وهنالك أسباب أخرى كثيرة يجب اتباعها عند إجراء عملية التلقيح.
الأمراض الباثالوجية التناسلية: وهي تسبب عدم إخصاب عرضي ، أي عدم إخصاب سببي أو ناشئ ، رغم جودة الحيوانات المنوية، حيث يجب أن يتم الفحص الدوري للأبقار بعد الولادة بمرور 30 يوم عن وجود :
- الجسم الأصفر الدائم
- حويصلات في المبيض
- ضعف في المبايض
- التهاب رحم خفي
- عدا عن وجود التهابات الرحم الظاهرة.
ج- الأمراض الأخرى: وهي عديدة تشمل إما أمراض عامة : الحمى أو أمراض تصيب الجهاز التناسلي وأهمها البروسيلا ، اضمات الجنينية ، الترايكوموناس الليبتوسبيرا..
دراسة لتأثير بعض العوامل الداخلية والخارجية على إنتاجية الأبقار (الإخصاب):
المعيار الاقتصادي هو أهم عامل في تقييم التربية الحديثة للأبقار، ولهذا وضع العلماء مقاييس مقارنة حددواً بموجبها مدى إنجاح عملية تربية الأبقار. فقد حددوا الفترة النموذجية بين الولادتين بـ12 شهر لا أكثر وفترة الإخصاب بعد الولادة بـ8-10 أسابيعع فقط.
وأن عدد الأبقار التي لم تخصب من ثالث تلقيحه يجب ألا يتجاوز 10% من المجموع العام، وقد علل العلماء بأن ضعف الإنتاج الحيواني بشقيه الغذائي أو الجنيني يعود إلى عدة عوامل هامة فإما أن تكون :
عوامل خارجية: مثل ظروف الرعاية ، أسلوب التغذية ، البيئة المحيطة.
أو عوامل داخلية: مثل تناسلية، هرمونية ، فيزيولوجية ، حيوية ، مناعية .
ولزيادة معدل الإنتاج لابد من تحقيق النواحي الأساسية التالية:
- تحديد الشق أو توقيت الشق.
- إخصاب الأبقار من التلقيحة الأولى.
- توأمية الولادة بالحث الهرموني مثلاً.
- التشخيص المبكر للحمل سواء عند الأبقار أو البكاكير.
- الحلابة الصحيحة.
- مراقبة سلوك الحيوان أثناء التغذية ، الشرب، الوقوف، الجلوس وحرصاً على إجراء عملية التغذية الصحيحة ومايتبعها من توفر للنفقات الأخرى الناتجة عن التغذية الجماعية العشوائية وتنظيم أسلوب العناية والرعاية للأبقار بشكل صحيح وكامل.
ومن أجل توفير الوقت والجهد في البحث عن الأبقار الشياع عمد إلى تقسيم القطيع إلى المجموعات التالية:
1- أبقار في طور الولادة والوالدة حديثاً.
2- أبقار حلوبة.
3- أبقار جافة.
4- أبقار غير عشار خلال 100 يوم من الولادة.
أولاً: العوامل الخارجية:
أ- ظروف الرعاية: لقد توصل العلماء إلى أن نسبة إخصاب الأبقار من التلقيحة الأولى تزداد في الحالات التالية:
1- التربية الحرة
2- الأبقار الفتية
3- الأبقار الهادئة
4- خبرة الملقح الاصطناعي
إن الإجهاد الناتج عن محاولات الملقح بإدخال قسطرة التلقيح من خلال عنق الرحم أو فشله في إدخال القسطرة مما يجعله يحقن السائل المنوي في المهبل يعتبر من أحد الأسباب الأساسية في ضعف احتمالية الإخصاب.
وقد لوحظ بأنه يوجد علاقة عكسية بين نسبة الإخصاب والمتوسط اليومي للحلابة، فكلما ازدادت كمية الحليب اليومية عن 15 كغ كلما ضعفت احتمالية الإخصاب، ويمكن تحديد ذلك بالقاعدة التالية بأنه كلما زاد إنتاج البقرة من الحليب بمقدار 1000 كغ عن المتوسط السنوي 5000 كغ كلما انخفضت احتمالية الإخصاب بنسبة 10% وبالتالي نلاحظ تكرار عمليات التلقيح، حيث يكون الإدرار النموذجي بالنسبة للإخصاب هو بحدود 5000 كغ حليب سنوياً.
ب- البيئة المحيطة:
- الضوء أو نظام الإضاءة مع العلم أن الإضاءة الدائمة مضرة.
- درجة الحرارة أو الرطوبة. الدرجة المثلى يجب أن تتراوح في الاسطبلات بين 8-16 درجة (10). في مكان الولادة بين 16-20 درجة (16) ، في المستوصف بين 17-20 درجة (16) رطوبة الجو المحيط بالحيوان يجب أن تتراوح بين 60-80% درجة 85%.
- الضجيج من العوامل المهمة المؤدية إلى ضعف الإخصاب حيث تصل النسبة حتى 25%.
ج- أسلوب التغذية: سوء التغذية لايؤدي إلى ضعف الإنتاج (حليب ، لحم) فقط بل إلى ضعف الخصوبة ولهذا يجب إجراء تحليل بيوكيميائي لدم الأبقار لمعرفة مقدار النقص في العناصر الغذائية الضرورية واللازمة للحيوان.
فمن أجل الحفاظ على الإنتاج العالي للحيوان وعلى صحته وإخصابه وخاصة عند الأبقار ذات الإدرار العالي يجب أن تؤمن بـ 3- 3.5 كغ مادة جافة لكل 100 كغ وزن حي. ابتداء من الأسبوع 3-4 بعد الولادة وقد وضعت قواعد التغذية التالية :
في حالة متوسط الإدرار 4000 كغ حليب سنوياً: 20-25% سيليلوز خام من أصل العليقة الجافة. نسبة السكر للبروتين 0.8-1.2 أي لكل 100 كغ وزن حي 600-650 غ سللوز 250 غ سكر أو 100 غ سكر لكل 1 كغ حليب.
أما في حالة إدرار 5 طن حليب أو أكثر: سللوز 15-20% سكر بروتين 1.2-1.5 أي لكل 100 كغ وزن حي يتطلب 670-700 غ سيللوز و 400 غ سكر أو 110 غ سكر لكل 1 كغ حليب.
لأن التغذية بكميات كبيرة من المواد النشوية السهلة الهضم بسبب تخلون الدم (أسيتونيما) وبالتالي خلل في الوظائف الحية. أيضاً للفيتامينات مكانها الخاص والهام في العليقة ويسبب نقصانها اضطراب في الوظائف التناسلية وبالتالي ضعف الإخصاب.
فقد وجد أنه خلال فترة الصيف ترتفع نسبة الإخصاب بحدود 18% والسبب واضح: التغذية بالعليقة الخضراء – النزهة. وعلى سبيل المثال يلعب الفيتامين دوراً أساسياً وهاماً في رفع نسبة الإخصاب وخاصة أثناء فصل الشتاء. فقد رفع نسبة الإخصاب عند الأبقار الحلوبة حتى 68% من التلقيحة الأولى و 89% من التلقيحة الثانية وذلك بعد تطبيق نظام إعطاء الحيوانات هذه 1500 وحدة دولية من فيتامين أ لكل 1 كغ حليب معطى خلال فصل الشتاء ، ولذلك تلعب العليقة الخضراء دوراً كبيراً في عملية الإخصاب ورغم ذلك يجب أن تعطى نسبة معينة لأنه وجد أن زيادة نسبة المواد العلفية الخضراء في العليقة يسبب اضطرابات وظيفية في جسم الحيوان وتدهور في صحته.
أيضاً الأملاح المعدنية النادرة وغير النادرة لها أهمية عظيمة في رفع نسبة الإخصاب عند الحيوانات فللحفاظ على صحة وحياة حيوان وزنه 600 كغ يجب إعطائه وجبة يومية تحوي 8 غ صوديوم ، 24 غ كالسيوم، 24 غ فوسفور، 12 غ مغنزيوم أو يعطى لكل 1 كغ حليب معطى 0.1، 0.3 ، 0.5 ، 0.1، 0.6 على التوالي.
ثانياً: العوامل الداخلية:
وهي عبارة عن مسببات عضوية داخلية تعيق عملية الإخصاب رغم كون الأعضاء التناسلية سليمة ظاهرياً ورغم ظهور علامات الشبق عند الحيوان، وهذا مايسمى بعملية تكرار الشبق أو تكرار التلقيح دون نتيجة.
وسبب عدم معرفة موعد الإباضة وبالتالي القيام بإجراء عملية التلقيح قبل أو بعد الموعد المحدد للإباضة أو غياب التبويض لنقص في إفراز هرمون الحاثة اللوتيئينية LH( 5-10% من جملة حالات عدم الإخصاب) أو يكون سببه عدم تمكن الحيوان المنوي من الوصول إلى البيضة لتلقيحها ( كانسداد في قناة فالوب) أو يعود السبب إلى عدم وجود التناسب بين الأستروجينات والبروجسيترونات فيما يخص آلية التفاعل وأحياناً يكون السبب وجود جروح في الغشاء المخاطي للجهاز التناسلي الأنثوي.
وجملة القول فقد وجد أنه بفحص 2204 بقرة عن الحمل (جس شرجي) منهم 8.4% حالة عدم إخصاب وكانت النسبة العظمى من هذه النسبة سببها اضطراب في الوظائف الهرمونية التناسلية حيث بلغت:
37.9% سببها قصور في وظائف المبيض
23.5% سببها قصور في ظائف الجسم الأصفر
26.5% سببها التهاب بالرحم
12.1% أسباب أخرى متفرقة
وقد وجد أن 93.5% من حالات احتباس المشيمات يرافقها التهابات رحم مختلفة مع تحوصلات في المبايض وأحياناً غياب في دورات الشبق.
مما سبق يمكننا القول بأنه للإسراع بتحديد أسباب عدم الإخصاب عند الأبقار لابد من وضع برنامج لتنظيم العمل التناسلي وبالتالي تطبيق البرنامج العلاجي في الوقت المحدد وفوراً.
دورة الشبق الجنسية وكشفها عند الأبقار:
دورة الشبق التناسلية هي عملية عصبية هرمونية معقدة متسلسلة منعكسة (غير إرادية) تصحبها مجموعة من التغيرات الشكلية الوظيفية في الأعضاء التناسلية وفي كل الجسم امتداداً من مرحلة التهيج الجنسي إلى المراحل الأخرى.
وفي هذه الفترة تتعرض الأنثى إلى مجموعة من التغيرات الظاهرة بوضوح أحياناً تكون غير واضحة حتى باستعمال أدق الطرق الحديثة ( والمجهرية والكيميائية والحيوية)..
وتحسباً لهذه الحالة الأخيرة وجد العلماء أن أفضل طريقة لكشف الشبق عند الأبقار هي بالتربية الحرة مع ثوراً مخصياً طليقاً لأنه كما سبق وقلنا بأنه مهما كان الملقح الاصطناعي مهتماً ومنتبهاً فإنه لابد أن يخفي عليه أشياء كثيرة متعلقة بالناحية الفيزيولوجية التناسلية. لايكتشفها إلا وجود الذكر إلى جانب الأنثى لأن العملية بحد ذاتها عبارة عن إثارة أو شرارة كهربائية لاتظهر إلا بالتقاء القطب الموجب مع السالب.
وقد وجد علمياً وبالملاحظة أن سبب ضعف وانخفاض نسبة الإخصاب عند الأبقار يعود أثره وبشكل كبير إلى الإخفاق في تحديد موعد الإباضة. إذاً الدورة الشبقية هي الفترة مابين شبقين متتاليين وخلالها يحدث كثيراً من التغيرات في الجهاز التناسلي للأنثى وتقسم حسب الرأي الحديث للدورة التناسلية إلى ثلاثة أقسام:
أ- مرحلة التهيج للدورة التناسلية: وهذه تنقسم إلى أربعة مراحل:
1- مرحلة الحرارة الغريزية: وهي المرحلة التي يتم فيها إفراز المادة المخاطية من الأعضاء التناسلية نتيجة للتغيرات المورفولوجية الحاصلة في الجهاز التناسلي للأنثى ، وأن تحليل هذه التغيرات المورفولوجية في الجهاز التناسلي وكذلك الأعراض الإكلينيكية تسمح بإقرار الأطوار الأربعة التالية:
- الطور التمهيدي (التسوية): يحدث في هذا الطور هدوء فيزيولوجي نسبي في الجهاز التناسلي ويتميز بتساوي العمليات التكاثرية والاستحالية ويكون عنق الرحم مغلقاً نوعاً ما. وعند الفحص المجهري لمسحة من مخاطية المهبل تشاهد خلايا دموية حمراء وخلايا ظهارية مسطحة كثيرة الطبقات ذات نواة واضحة جيداً وخلايا عديمة النواة.
- الطور التحضيري (ماقبل المرحلة الحرارية الغريزية): يتصف هذا الطور بازدياد العمليات التكاثرية الواضحة جيداً حيث يحدث احتقان شديد لكل أجزاء الجهاز التناسلي وتتجدد وتنمو الغدد في الطبقة المخاطية للقنوات الناقلة والقرن وجسم وعنق الرحم. كما تزداد طبقات الخلايا الظهارية التي تغطي مخاطية المهبل والمدخل البولي التناسلي من 3-4 طبقات إلى 18-20 طبقة ويحدث بنفس الوقت انسلاخ لخلايا ظهارية أخرى ولهذا فإن الفحص المجهري لمسحة المهبل يظهر الخلايا الظهارية المسطحة الكثيرة الطبقات والخلايا الدموية الحمراء.
- الطور الحراري الغريزي: وهنا تتوضح جيداً وضعية العمل الوظيفي للجهاز التناسلي فتلاحظ في الطور الحراري احتقانات شديدة للأعضاء التناسلية مع انتفاخ وتورم في الطبقة المخاطية وتزايد في النشاط الوظيفي للغدد التي في مدخل المهبل وعنق الرحم وغيرها من المجاري التناسلية وفي بعض الحيوانات عند الكلب وبصورة أقل عند البقر يلاحظ احتقان يرافقه تمزق بالأوعية الدموية الصغيرة مع سيلانات دموية ولهذا نرى السيلانات تكتسب مظهراً دموياً. وفي هذا الطور الحراري ينفتح عنق الرحم ومن خلاله يفرز المخاط إلى المهبل والذي بدوره يسيل حتى الأعضاء التناسلية الخارجية. وتتعرض الخلايا الظهارية ذات الطبقات العديدة النامية في المهبل إلى التقرن والانسلاخ ولهذا فأثناء الفحص المجهري للقشاطة المهبلية فإنها تظهر على شكل كتلة كثيفة فيها خلايا خالية من النواة (حراشف) وحاوية عند بعض الحيوانات على كمية ضخمة من الخلايا الحمراء الدموية. لهذا يشخص الطور الحراري الغريزي بمشاهدة الأعضاء التناسلية الخارجية والمهبل وعنق الرحم وكذلك بفحص السيلانات المخاطية الخارجية من الأعضاء التناسلية بالطرق الإكلينيكية والمخبرية.
2- مرحلة التهيج الجنسي ( ردود الفعل العام الارتكاس): تظهر التغيرات في تصرفات وسلوك الإناث في مرحلة التهيج الجنسي مرتبطة مع أطوار انفجار الحويصلة، فالتهيج الجنسي يظهر بصورة أكثر أو أقل وضوحاً مع ردود الفعل العام للجسم، كمظهر السكون والهدوء ورفض الطعام وأحياناً الشراسة وكذلك انخفاض إنتاج الحليب وتغير نوعيته وغيرها من الدلائل والعلامات.
فأثناء التهيج الجنسي قد تظهر الأنثى تقارب واهتمام الذكر ويمكن أن تقفز عليه أو على غيرها من الأبقار أو تجعل نفسها موطئاً كي تقفز عليها غيرها لكنها لاتدع الذكر كي يقفز عليها وإجراء عملية الجماع.
3- مرحلة الشبق أو الرغبة الجنسية أو الطلب Libido Secular: إن ردود الفعل الجنسية الإيجابية للإناث تجاه الذكور وظهور الأفعال المنعكسة الجنسية عند الإناث تتوضح بصورة عامة في سلوك وتصرفات الإناث عند وجود الذكور.
ففي فترة الشبق تحاول الإناث الاقتراب من الذكور وتأخذ وضعية مناسبة ممكنة للعمل الجنسي (الجماع) وغالباً ماتتبول بسهولة والذي يتم بشكل تقلص ايقاعي للشفاه الفرجية ثم تسمح بعملية الجماع، وفي الشروط الإنتاجية يمكن تعيين فترة الشبق عند الإناث بواسطة ذكور التجريب (ذكور السفاد).
ولقد بين بعض الأخصائيين بأن الشبق عند الإناث يمكن أن يعين بواسطة العاملين الخبيرين بتربية الحيوان وبدون حيوانات السفاد المجربة ولكن هذا الرأي غير صحيح إذ يمكن ملاحظة تهيج الإناث والحرارة الغريزية والتبويض Ovulation ولكن ليس دورة الشبق، لأن الشبق يعتبر ظاهرة شاذة خاصة جداً.
وتعتبر رد فعل الأنثى على الذكر ولهذا فإن العمل الانعكاسي هو الطريق الوحيد لتشخيص الشبق، واتخاذ القرار السديد هو حينما تؤخذ بعين الاعتبار رد فعل الأنثى على الذكر أو بالعكس رد فعل الذكر على الأنثى، كما هو عند الأغنام وهذا ما يؤكد أقوالنا السابقة.
4- التبويض Ovulation : وهي تحرر الخلايا البيضية من حويصل المبيض المنفجر، وأثناء الفحص النسيجي للمبيض يمكن أن نرى كيف أن البرانشيما في المبايض تتألف من طبقة قشرية وطبقة لبية وأن كلا الطبقتين في الأساس يتألف من بنية النسيج الضام يتخللها كثير من الشرايين والأوردة وأوعية لمفاوية وأعصاب وتحتوي الطبقة القشرية دائماً على خلايا بيضية أولية وأحياناً على حويصلة أو عدة حويصلات ناضجة وأجسام صفراء وكل حويصل أولى Primary Follicul يتألف من خلية بيضية Ocyte ونادراً مايحتوي اثنتين وتحيط بها طبقة واحدة من الخلايا الأبيتالية وتتشكل الخلايا البيضية على مدى كل الحياة الجنسية لجسم الأنثى وتنمو هذه الخلايا البيضية في فترة مابعد الولادة بشكل عام كما هو عند تجديد خلايا الجسم.
أما عندما يحل البلوغ الجنسي فإن أول عمل ينجز في جسم الأنثى هو نضوج الحويصلات في المبيض وتنحصر عملية نضوج الحويصلات في التغيرات المورفولوجية الآتية:
تبدأ خلايا الحويصلات الأولية بالتكاثر مشكلة (2-4) صفوف حول الخلايا البيضية وتمتلئ بالسائل الحويصلي الذي يشغل مركز الحويصل، وتأخذ أغلب الخلايا المتكاثرة مكانها في جدار الحويصل كما يتوغل قسم من هذه الخلايا مع الخلية البيضية في فجوة الحويصل معطياً منظر تل أولى أو رابية ، وفي وسط هذا التل تتوضع الخلية البيضية والتي تحاط بعدد من الطبقات المتوضعة بشكل شعاعي من الخلايا الأبيتالية الحويصلية وفي نفس الوقت ومع تكاثر الخلايا الحويصلية تزداد كمية السائل الحويصلي لهذا نرى أن الحويصل يكبر باستمرار دافعاً ما يحيط به من نسيج إلى الجوانب ثم يشكل نسيج المبيض بنفسه غشاء نسيجياً ضاماً مليئاً بشبكة غنية من الأوعية الدموية.
تتميز في غلاف الحويصل طبقتان خارجية ليفية Theca External وداخلية وعائية دموية Theca Internal حيث يلتصق على الطبقة الوعائية غشاء قاعدي تتوضع عليه الخلايا الجرثومية الحويصلية ولقد أثبتت بعض الباحثين أنه في فترة التبويض السالفة تتقوى أغشية الحويصل بالإمداد الدموي من الطبقة الوعائية الداخلية وتبدو على شكل خلايا إفرادية لوتيئينية وذات هيولى تتخللها فجوات فقاعية أما الطبقة الخارجية الليفية لجدران الحويصل فإنها تكتسب تركيباً أكثر رخاوة حيث يزداد فيها عدد الخلايا ويتضخم حجم النواة ومع تطور الحويصل ونموه يقترب أحد أقسامه من سطح المبيض مشكلاً درنة مرنة مليئة بسائل تختلف في درجة ظهورها عن خلايا جدار المبيض وتحت تأثير الضغط الداخلي للحويصل وانحلال جدار المبيض تدريجياً حتى يصبح رقيقاً وفي النهاية ينفجر الحويصل عندئذٍ يخرج من مكان الانفجار سائل حويصلي وأحياناً يجري ببطء في الجوف الصفاقي ساحباً معه البيضة مع قليل من الخلايا الحويصلية المحيطة به وتدعى عملية انفجار الحويصل الناضج وخروج الخلايا البيضية منه بالتبييض أو التبويض Ovulation وبعد التبويض تمتلئ فجوة الحويصل المنفجر بالدم ثم تنمو طبقة جديدة للخلايا من الخلايا الأولية المتبقية الأبيتالية في الحويصل. وبالتدريج تختلط مع الخثرات الدموية ثم تتوضع هذه الخلايا بشكل صفوف وتكتسب شكلاً ذو زوايا كثيرة حيث تشاهد في هيولاها ترسبات لذرات اللوتئين الصفراء والتي تعطي لهذا التشكل لوناً أصفر وهذا هو السبب في تسميته بالجسم الأصفر Corpus Luteum وفي نفس الوقت ومع وجود جسم النسيج الضام في بنية طبقات الحويصل تنمو حواجز ممتدة مابين المحيط إلى المركز وهو المكان الذي تتشكل فيه النواة المركزية للجسم الأصفر.
ونتيجة لنمو النسيج الضام يكتسب الجسم الأصفر مظهراً مفصصاً وتتوغل بين هذه الفصوص كمية كبيرة من الأوعية الدموية والتي تتشعب على شكل شبكة كثيفة لتصل تقريباً إلى كل خلية من خلايا الجسم الأصفر وتنتهي هذه العملية أو المرحلة خلال عدة أيام.
يبدأ الجسم الأصفر والذي بلغ المرحلة تامة النمو بإنتاج إفرازات داخلية لوتوستيرون ، كوربورين ، بروجسترون هرمون الجسم الأصفر، تدعم العمليات التكاثرية في الرحم. وتنشط فيه العمليات الاستقلابية التكاثرية والنمو في فترة الحمل.
وعادة ترتبط درجة نمو الجسم الأصفر ووظيفته الإفرازية الهرمونية (الاندروكرونية ) بمصير الحويصل والخلايا البيضية ويمر الحويصل بثلاث مراحل حيث هناك عدة احتمالات لمصير الحويصل النامي وهي :
1- التبييض أو
2- انحلال الحويصل أو
3- لوتئينية الحويصل ( أي وجود خلايا الجسم الأصفر في الحويصل).
فإذا لم يحدث الحمل بعد عملية التبييض يتعرض الجسم الأصفر بعد مدة معينة إلى التطور التراجعي (التكرار الرجعي) وفي هذه المرحلة يدعى الجسم الأصفر بالجسم الأصفر الدوري أو الجسم الأصفر للدورة التناسلية: وهو يستمر حتى نهاية الدورة التناسلية حسب نوع الحيوان، فإذا حصل الحمل كبر الجسم الأصفر بسرعة وشغل مكاناً كبيراً في برانشيمية المبيض. ويسمى عندئذٍ الجسم الأصفر الحملي وهو الذي يبقى طول مدة الإخصاب وحتى نهاية الحمل فقط حيث يتعرض بعد الولادة إلى النمو والتطور مرة ثانية.
ويحتمل ألا يتشكل الجسم الأصفر في مكان الحويصل إذا انحل هذا الحويصل ومات فيه ومن ثم تتحلل بعد ذلك الخلية البيضية أما الخلايا الأبيتالية الحويصلية فتختلط بنسيج المبيض في مكان الحويصل وأحياناً قد يتشكل الجسم الأصفر بدون عملية التبييض. وعندها يحدث نزف دموي في فجوة وداخل الحويصل غير المنفجر ثم تختلط خلايا الحويصل مع خلايا الجسم الأصفر ويسمى هنا الجسم الأصفر المختلط وقد تمكنت الأبحاث الإكلينيكية للمبيض من تتبع ومراقبة الحويصل النامي حتى يتسنى تقسيم تطوره ونموه إلى أربعة مراحل:
1- مرحلة ماقبل التبييض ، نضوج الحويصل بشكل كامل.
2- مرحلة التبييض
3- مرحلة مابعد التبييض وهي تتصف بنمو الجسم الأصفر في مكان الحويصل المنفجر.
4- مرحلة التسوية والتعادل وفيها يمتص الجسم الأصفر وتبدأ الحويصلات الجديدة بالنمو من جديد ويتم تشخيص مرحلة نضوج الحويصل والتبييض عند الحيوانات الكبيرة بواسطة الجس الشرجي للحويصلات أما في الحيوانات الصغيرة فإن تشخيص هذه الطرائق غير موجودة وغير ممكنة.
ب- مرحلة الكبح والفرملة:
إن مرحلة الفرملة وهي المرحلة التي تضعف فيها علامات التهيج الجنسي والحرارة الغريزية تدريجياً حيث تتبدل علامات الشبق وغيرها بتصرفات اللامبالاة نحو الذكر، وينمو الجسم الأصفر في مكان الحويصل المنفجر ، ثم يهدأ ويسكن الحيوان وتعود الشهية بالتدرج وتتعدل نوعية الحليب وتركيب الدم أما بنية الأغشية المخاطية للطرق التناسلية وغيرها فتعود إلى حالتها بعد التغيرات التي حدثت في مرحلة التهيج. وهنا تصبح الأنثى ذات روح عدائية نحو الذكر إذ تبدي له النفور وتحاول ضربه أو عضه أحياناً.
وتعود ردود الفعل الجنسي السلبية هذه نحو الذكر مرة ثانية إلى حالتها الأولى (إشارة العودة) وبهذه الصورة فإن خاصية الفرملة- وهذه هي اكتساب حالة التكرار الرجعي ماهي إلا نمو وتكرار للعمليات المورفولوجية والفيزيولوجية الناتجة في مرحلة التهيج مرة ثانية.
ج- مرحلة التسوية:
تنعدم في هذه المرحلة تصرفات مرحلة التهيج الشاذة تمهيداً للعودة إلى الحالة العامة، حيث تتواجد الحويصلات والأجسام الصفراء في المبايض وهذه المرحلة يجب عدم تسميتها بالسكون أو الهدوء إذ تجري في هذه المرحلة وفي الجهاز التناسلي وجسم الأنثى عمليات نشيطة ومتنوعة للغاية تظهر بشكل تغيرات شكلية وفيزيولوجية معينة ففي المبيض تتشكل وتضمحل الحويصلات (الجريبات) والأجسام الصفراء ويستجيب الرحم ويتأثر بشكل تقلصات عند الجس.
وتبين الأبحاث النسيجية للرحم والمهبل علامات تشكل اضمحلال العناصر الخلوية حيث ترى في قشاطة ومخاطية المهبل وفي السيلانات المفرزة كريات دموية حمراء. وخلايا ظهارية تامة وكذالك انسلاخات وحراشف وخلايا عديمة النواة حيث تدل هذه على علامات البناء والهدم.
الدورات التناسلية الكاملة غير الكاملة (الناقصة):
إن مرحلة التهيج في الدورة التناسلية هي حادثة بيولوجية حيوية معقدة تؤدي إلى تكيف جسم الأثنى مع محيطها ومجالها الجنسي لإيجاد الشروط الملائمة للإخصاب ونمو الجنين. ومن هنا يمكن اعتبار مرحلة التهيج بأنها مرحلة مهمة من أجل الإجراءات العملية حول ضرورة إجراء الإمناء الصناعي (التلقيح الاصطناعي) وهكذا يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الإخصاب لايمكن أن يتم بصورة صحيحة في غير هذا الوقت. وفي هذه المرحلة يجب حساب درجة وضوح كل الظواهر وحتى الشاذ منها كوجود.
1- الحرارة الحيوانية أو الغريزية.
2- التفاعل العام (التهيج الجنسي).
3- الشبق (الطلب أو الرغبة الجنسية).
4- نضوج الحويصلات والتبييض.
ولهذا فالدورات التناسلية تكون كاملة عندما تتوضح كل هذه الظواهر الشاذة من مرحلة التهيج، كالحرارة الغريزية والتفاعل العام والشبق والتبييض وتكون الدورات التناسلية غير كاملة عندما تسقط وتنعدم ظاهرة واحدة أو أكثر من هذه الظواهر المذكورة سابقاً, فإذا انعدمت الحرارة الحيوانية دعيت هذه الظاهرة في الدورة التناسلية بالدورة التناسلية بدون حرارة غريزية Anictra lation وإذا انعدم التبويض دعيت بالدورة التناسلية دون تبويض Ano ovulation أما إذا انعدم الشبق فإنها تسمى بالدورة التناسلية بدون شبق أو رغبة جنسية Alibidation وحينما تنعدم علائم التفاعل العام تدعى هنا بالدورة التناسلية بدون تفاعل عام Areaktivation ومرحلة التهيج في الدورة التناسلية الكاملة إما أن تكون متواقتة ومتزامنة عندما تتم وتجري كل الظواهر المذكورة كالحرارة الغريزية والشبق والتفاعل العام والتبويض خلال 24-36 ساعة أو تكون هذه الظواهر غير متواقتة أو متزامنة إذا بدت بعض الظواهر بعد 48 ساعة أو حتى بعد 5-6 أيام عقب ابتداء مرحلة التهيج. ويمكن أن نسمي الأولى بالظواهر المتقاربة والثانية بالمتباعدة.
وفي بعض المؤلفات يطلق على كل ظواهر الدورة التناسلية على العموم بعض المصطلحات (كالشبق ، الحرارة الغريزية ، المثير الدافع..) .
وفي الحقيقة لايوصى باستعمال هذه المصطلحات لأنها تبين إحدى حالات التهيج في الدورة التناسلية فقط، ولهذا فإن مصطلح شبق يحدد فقط الفعل المنعكس. أي رد الفعل الإيجابي للأنثى تجاه الذكر. أما مصطلح الحرارة الغريزية فإنه يبين عملية طرح السيلانات فقط من الطرق التناسلية والذي يعتبر الدليل المناسب للتغير في الرحم والمهبل ومدخل المهبل وفي الفرج.
وتبين التجارب الإكلينيكية العادية أن بعض الإناث قد تملك أحياناً علامات واضحة للتهيج الجنسي والشبق بينما قد تنعدم لديها الحرارة الغريزية والتبييض. ولهذا أطلق بعض الأخصائيين على تلك الدورات التناسلية غير الكاملة بالشبق الكاذب أو الحرارة الحيوانية الكاذبة وفي الحقيقة فإن هذا الشبق هو رد الفعل الايجابي لدى الإناث تجاه الذكر ولكن بدون حرارة غريزية أو تبييض، ولهذا تعتبر تسميتها بالكاذبة غير صحيحة وأن تسمية مثل هذا النوع من الدورة التناسلية بالحرارة الغريزية الكاذبة يعني كذلك البعد أكثر فأكثر عن جوهر الحالة إذ لا توجد هنا حرارة غريزية. كذلك في الدورة فإن لايحدث شبق كاذب أو حرارة غريزية كاذبة على العموم. لهذا فمن الممكن ملاحظة وتتبع كل من الحرارة الغريزية الشبق الواضحة جيداً أو الضعيفة أو المعدومة تماماً وإن حرص بعض الأخصائيين وفقاً للتقاليد المتبعة إلى الآن على تقسيم الدورة التناسلية إلى أربعة أطوار:
1- طور الهدوء
2- طور ماقبل الحرارة الغريزية
3- طور مابعد الحرارة الغريزية
لايساعد من الناحية العملية على العمل في المجال الإنتاجي الحيواني ولايعطي أساساً لاختيار وانتخاب الوقت المحدد والمثالي للتلقيح الاصطناعي وإن تفسير الدورة التناسلية عند هؤلاء الباحثين لايؤدي إلى نتيجة واقعية ولايصور التغيرات الفيزيولوجية والمورفولوجية المعقدة التي تجري في جسم الأنثى, ولهذا أطلق هؤلاء الباحثون هذه الاصطلاحات فعلاً على بعض العمليات التي تنشأ وتجري في جهاز الأنثى التناسلي, وبعد الدورة التناسلية الأولى والتي تؤكد حلول النضوج الجنسي، تتكرر الدورات التناسلية دوماً على مدة حياة الأنثى الجنسية أي حتى حلول الشيخوخة وعندها تنقطع الدورات التناسلية وتدخل الأنثى مرحلة تدعى سن اليأس أو العقم الشيخوخي Elirna cterium senility.
ويمكن تصور الحياة الجنسية لجسم الأنثى بمجموعة دورات تناسلية جنسية متسلسلة. إذ يرافق في الحالة العادية كل دورة تناسلية كاملة تلقيح وإخصاب فحمل وولادة.
الدورة التناسلية عند البقر:
تستمر الدورة التناسلية عند البقر من 18-22 يوم (ووسطياً 21 يوم) ويعتبر البقر من الحيوانات كثيرة الدورات التناسلية وعندما تكون التغذية جيدة والإيواء والعناية صحيحين فإن الدورات التناسلية تتكرر طوال السنة ، وفي الربيع تكون مرحلة التهيج فيها أوضح وإن هذه المرحلة تظهر بعد الولادة بـ8-25 يوم أو 21-28 يوم وأحياناً يمكن أن يتقدم الزمن، وإن انعدام الدورات التناسلية Ana frodirm بعد 30 يوم من الولادة تكون دائماً عرضاً لأحد أشكال العقم .
تستمر مرحلة التهيج من 2-12 يوم وعادة من 2-5 أيام وفي طور الحرارة الغزيرية التي تستمر من 2-5 أيام ، يكون الفرج متوتراً متورماً والغشاء المخاطي لمدخل المهبل محتقن وعنق الرحم مفتوحاً وأحياناً يمكن إدخال إصبع أو إصبعين فيه. والقسم المطل على المهبل رخو مترهل وذو شكل مستو أملس وعند وجود التجعدات الظاهرة كثيراً في نهايته فإنها عادة تتغطى بكدمات وخاصة عد الجماع، ويلاحظ انصباب وخروج سائل مخاطي على شكل خيوط من الفرج وفي نهاية الحرارة الغريزية يصبح المخاط أكثر ترسباً وثفالة ويتعكر قليلاً وأحياناً يحوي على خليط دموي وكثيراً ما يلاحظ المخاط الدموي عند الحيوانات الفتية الشابة وأثناء الجس عبر الشرج يكون الرحم رطباً طرياً ومترهل الشكل فهو هابط قليلاً من الجوف الحوضي إلى الجوف البطني وأحياناً يكفي مشاهدة بعض التشكلات (القشور) على أشعار الكفل أو الذنب لتؤكد وجود الحرارة الغريزية وهذه ماهي إلا نتيجة تبخر السيلانات المخاطية كما يلاحظ في مسحة مخاطية المهبل كمية كبيرة من الخلايا الظهارية ذات النواة غير الظاهرة جيداً أو آثار لتلك النويات ويكون الـPH 7.4-8.4 ووسطياً 7.8 دون النظر إلى نوعية الطور.
ولو أخذنا قليلاً من السيلانات ووضعناها وثبتناها على شريحة ونظرنا إليها تحت المجهر لرأينا تشكلات لها خاصة التشجير وهي علامة مهمة لتحديد الشبق الطبيعي عن غير الطبيعي بالإضافة على خاصية الامتطاط الشديدة لهذه السيلانات الشفافة ومن علائم التهيج الجنسي: تصبح البقرة مضطربة غير هادئة تتبول كثيراً ولا تضطجع إلا نادراً ويرتفع ذنبها وتقل الشهية عندها وتنخفض كمية الحليب المحلوب ويقل قليلاً وزنها الحي وترتفع الحرارة من 0.8-1.2 درجة مئوية ويسرع النبض والتنفس ويكتسب الحليب أحياناً خواص اللبأ وعندما تغذي وليدها بهذا الحليب تظهر عليه علائم الإسهال الخفيف. وقد لاتتغير كمية الغلوكوجين في الجم ويلاحظ انخفاض بسيط بكمية الخلايا الحمراء وغالباً ما تأخذ البقرة وضعاً وكأنها تريد التبول، تقفز مراراً على غيرها أو تسمح لغيرها بامتطائها ومع كل هذه العلائم نلاحظ أن مثل تلك الأبقار تظهر معارضة شديدة للثيران في حال إجراء عملية التلقيح في تلك اللحظة.
أما الشبق: فهو يستمر عند الأبقار من 10-20 ساعة وعند البكيرات الشابة وسطياً 15-16 ساعة وفي الشتاء، أقصر وسطياً 13 ساعة وفي مصادر أخرى 3-36 ساعة.
وعند اقتراب الذكر من هذه الأبقار فإنها تعطيه مؤخرتها وتأخذ وضعاً مناسباً لأجل عملية الجماع حيث تسمح له بامتطائها، ولقد أثبتت التجارب الكثيرة لبعض العاملين في الحقل أن التبويض عند الأبقار يحدث بعد 10-15 ساعة من انتهاء الشبق وغالباً ما يحدث في أوقات الصباح والمساء.
وعادة تتوضح بشكل أشد وتقوى الأعراض السريرية للتهيج الجنسي والشبق في حال اختلاط الأبقار مع حيوانات السفاد أما الجماع فهو يسرع بحدوث التبويض ويقصر مدة فترة الشبق ويمكن تشخيص التبويض كلاسيكياً بفحص المبايض عن طريق الشرج فيلاحظ بعد التبويض وفي مكان الحويصل المتموج المحسوس سابقاً وجود تخثر دموي يرتفع على سطح المبيض على شكل الجوزة ويكون ذا ملمس عجيني.
وقد قسم بعض العاملين في هذا المجال التبويض إلى 3 أطوار:
1- الحويصل يكون بقطر (0.5-1) سم وتموجه ضعيف ، لايبرز على سطح المبيض ويستمر من 10-15 ساعة.
2- يصل قطر الحويصل إلى 1.5 سم وهو ظاهر التموج وجداره لين مطاطي ويستمر 10-12 ساعة .
3- الحويصل بقطر 1.5 سم وقد يزيد والتموج ظاهراً جداً والجدار رقيق جداً ويستمر من 6-8 ساعات وقد يصعب بعد التبويض بـ6-8 ساعات تتعين مكان انفجار الجراب (الحويصل) ولتحديد ظاهرة التهيج عند الأبقار تظهر علائم الحرارة الغريزية وبعدها بـ2-4 أيام تظهر تهيج جنسي وفي النهاية بعد 4-15 ساعة يظهر الشبق وأحياناً في البدء تظهر علامائم التهيج الجنسي وبعد 2-3 أيام يمكن ملاحظة أعراض الحرارة الغريزية وفي نهاية الشبق أن ظهور استمرار هذه الظواهر الثلاثة يمكن أن تحدث في وقت واحد.
وهناك أبحاث أخرى أثبتت وجود بعض الاختلافات لظاهرة التهيج في الدورة التناسلية الكاملية عند الأبقار حيث :
1- في البدء تظهر علائم الحرارة الغريزية وبعد (6-72) ساعة وأحياناً بعد 7-10 أيام يظهر التهيج الجنسي وبعدها بـ 6-30 ساعة بعد بدء التهيج الجنسي يظهر الشبق.
2- يمكن أن تبدأ مرحلة التهيج الجنسي للدورة التناسلية مع علائم طور التهيج وبعد 4-72 ساعة تظهر الحرارة الغريزية وبعد 12-66 ساعة يظهر الشبق وفي الحالة العادية وعند التغذية السليمة والعناية والايواء الجيدين للحيوانات فإن الحرارة الغريزية والتفاعل العام والشبق تظهر تقريباً في وقت واحد.
ولهذا فإن التلقيح استناداً إلى علائم الحرارة الغريزية أو التهيج الجنسي فقط قد يؤدي إلى حدوث العقم عند الإناث والذي يتمثل بتلقيحات كثيرة لدورات تناسلية جرت بحالة إكلينيكية طبيعية وبدون نتيجة إيجابية وإن أكثر طريقة فعالة لأجل انتخاب الوقت الطبيعي لتلقيح هي إظهار الشبق بواسطة ذكور السفاد (المجربة) وأحياناً تظهر ضرورة ملحة للتشخيص بطريقة الجس لتحديد درجة نمو الحويصلات.
أما ظاهرة الفرملة: فهي تستمر من 1-3 أيام وتبدأ بانتهاء الشبق وعلائم التهيج الجنسي مع علائم التهيج الجنسي مع علائم الحرارة الغريزية التالية والضعيفة تدريجياً ، فالبقرة تبدأ بمعاملة الثور بصورة سلبية لاتهتم به وأثناء الفحص الشرجي يجس الجسم الأصفر الحملي النامي إذا حدث حمل ف مكان الحويصل السابق من أحد المبايض ونادراً في المبيضين أو الجسم الأصفر للدورة التناسلية (جسم أصفر دوري) والمتشكل بعد التبويض أو بعد تشكل اللوتئين للحويصل غير المنفجر (جسم أصفر غير طبيعي).
مرحلة التسوية: تستمر 6-14 يوم وهي تتصف بانقطاع إفراز السائل المخاطي من الأعضاء التناسلية ويكون لون الطبقة المخاطية لمدخل المهبل والمهبل وردياً باهتاً وتبرز فوهة عنق الرحم المطلة على المهبل بشكل الحلمة ويكون الوضع العام للحيوان بدون خصائص معينة وكالعادة تصبح المعاملة سلبية تجاه الذكر.
وعند غالبية الأبقار وأثناء الفحص الشرجي يمكن ملاحظة مبيض كبير بالقياس مع جسم أصفر واضح بشكل تل (بروز) عجيني كبير متوضع في الناحية الحرة للمبيض أو على أحد أطرافه ويكون سطح المبايض ذو نتوءات صغيرة أي متعرجاً لوجود حويصلات صغيرة وأحياناً بجانب الجسم الأصفر يمكن جس حويصل متموج بحجم حبة الفول أو الحمصة الصغيرة.
وبمساعدة الفحص الشعاعي للرحم ثبت أن رحم الأبقار يتقلص بشدة وأن هذه التقلصات طول مدة الدورة التناسلية ليست واحدة فهي نادرة وقوية جداً في مرحلة التهيج وأكبر فعالية للرحم تكون في النصف الأول من الشبق وتنخفض في نهاية الشبق أما في مرحلة التسوية فيتكرر تقلص الرحم ولكن بقوة ضعيفة.
ميعاد تلقيح الحيوانات:
يتحدد انتخاب الوقت المناسب للتلقيح الطبيعي أو الصناعي بأربعة عوامل رئيسية لكي يتم الإخصاب:
1- استمرار مواصلة الحياة بالنسبة للحيوانات المنوية في مجاري الأنثى التناسلية.
2- وقت التبييض.
3- وجود الحرارة الغريزية التي تسهل تحرك الحيوانات المنوية تجاه المبيض للوصول إلى القناة الناقلة وذلك بفضل الحركة الذاتية للرحم وتحرك الحيوانات المنوية ضد مجرى التيار.
4- وجود الشبق وتنحصر الأهمية الأساسية في هذا الانتخاب في العاملين الأوليين لأن الحيوان المنوي يستطيع أن يعيش في مسالك الأثنى التناسلية من 36-48 ساعة أما البيضة فتستطيع الاشتراك في الإخصاب لعدة ساعات فقط بعد الإباضة لهذا يجب التلقيح دائماً قبل التبويض. وتعتمد أحسن طريقة لتعيين وقت التلقيح، على تشخيص التبويض بجس المبايض مع الأخذ بعين الاعتبار كل العلامات الإكلينيكية الأخرى لظواهر الدورة التناسلية غير أن تشخيص التبييض ممكن ومدروس عند البقرة والفرس فقط، أما عند غيرها من الحيوانات فهذه الطريقة غير ممكنة وصعبة لذلك يحدد التلقيح على أساس إظهار العلائم السريرية والحرارة الغريزية والتهيج الجنسي والشبق علماً أن التبيض يحدث في الدورة التناسلية الكاملة كالعادة في الوقت الذي تكون فيه إحدى حالات الدورة التناسلية أكثر وضوحاً.
ولهذا فأثناء مرحلة التهيج يتم التلقيح على أساس التأكد من المظهر وهذا يعطي عادة نتائج ايجابية ولكن في بعض الحيوانات تحدث اختلافات وتغيرات في تكون المرحلة التهيجية فأحياناًَ وقبل كل شيء تظهر أعراض الحرارة الغريزية أو التهيج الجنسي وهذه الحالات يمكن حدوثها قبل التبييض بمدة كبيرة.
فمن أجل تحديد الوقت المثالي للتلقيح يجب الأخذ بعين الاعتبار كل أشكال ومظاهر التهيج وفي الدورة التناسلية فمثلاً يمنع تلقيح البقرة بعد ظهور علائم الحرارة الغريزية لأن الحرارة الغريزية قد لاترافقها العلامات الأخرى من المظاهر التهيجية للدورة التناسلية (دورة تناسلية غير كاملة) وغير هذا فإن رؤية سيلانات من الأعضاء الناسلية ليست دائماً علامة الحرارة الغريزية إذ قد تحدث السيلانات بسبب بعض الالتهابات التي تصيب المجاري التناسلية كما قد تحدث في الحالة العادية عند البقرة وفي فترة الحمل (4-5) أشهر ايضاً.
وفي الشتاء وفي ظروف الربيطة فالملاحظات اليومية قد تظهر حالات حرارة غريزية (وجود سيلانات أو وجود آثار جافة لهذه السيلانات على الكفل أو الذنب ) أو تفاعل عام (التهيج الجنسي) وأحياناً قد تظهر حالات شبق وعلى كل حال فالتلقيح بدون ظهور علامات شبق قد يكون غير فعال ، وكذلك فإن حالة التهيج كثيراً ما تبقى غير واضحة أو أن التلقيح يتم في وقت غير مناسب.
فإذا استمرت أعراض الشبق 12 ساعة بعد التلقيحة الأولى فإنه يتوجب تلقيح الحيوان مرة ثانية 8 في الحالات العادية. تهدأ الإناث بعد التلقيح خلال فترة 20-30 ساعة ويجب أن تأخذ بعين الاعتبار وجود بعض الحالات التي تؤثر بشكل سيء على الإخصاب للحيوانات ومنها تغير الشخص القائم بعناية الحيوان (السايس) بعد التلقيح الاصطناعي أو الطبيعي أو اختلاط هذه الحيوانات مع غيرها من التي تعودت القفز عليها.
وأفضل إخصاب في الأغنام يتم أثناء التلقيحة الأولى مباشرة بعد ظهور علامات الشبق كما يجب تكرار هذه التلقيحة بعد الـ13 ساعة الأولى.
استخدام المعالجة الفيزيائية وبعض المركبات الهرمونية الفعالة والأدوية لمعالجة الأمراض الباثولوجية التناسلية عند الأبقار:
أ- في حالة الجسم الأصفر الدائم:
- العلاج الفيزيائي: قلع الجسم الأصفر الدائم ، مساج للرحم والمبايض.
- العلاج الهرموني: قلع الجسم الأصفر الدائم ثم حقن الهرمون الجريبي بجرعة 2500-3500 وحدة دولية .
ب- حالة وجود حويصلات منوية:
- العلاج الفيزيائي: فقع الحويصلات، مساج للرحم والمبايض.
- العلاج الهرموني: فقع الحويصلات ، حقن البروجسترون 125 ملغ – 375 ملغ في محلول زيتي.
ج- حالة ضعف المبايض:
- مساج للرحم والمبايض
- حقن الفيتامين الثلاث (E.D.A)
- نزهة يومية صباحاً ومساءً لمدة لاتقل عن 2 ساعة .
د- حالة التهاب رحم خفي :
- مساج للرحم والمبايض
- حقن البنسلين : مليون وحدة + ستربتومايسين 1 غ داخل رحم الأبقار بعد 8-12 ساعة من إجراء عملية التلقيح الاصطناعي وبالتجربة وجد أن نسبة الإخصاب في هذه الحالة ارتفعت حتى 64.3% .
اتخاذ الإجراءات الكفيلة برفع النتائج الإيجابية لعملية التلقيح الاصطناعي:
1- إجراء فحص اكلينيكي تناسلي شهري للأبقار في المزارع ذات التربية المكثفة ثم إجراء معالجة فعالة كاملة من حيث الناحية الصحية للمبايض والرحم.
2- إجراء عملية التلقيح الاصطناعي بشكل صحيح ودقيق، وخاصة أثناء تذويب حبيبات السائل المجمد خلال فصول السنة الباردة أي عدم تعريضه لدرجات الحرارة المنخفضة بعد تذويبه ثم إجراء التلقيح فوراً.
3- التشخيص المبكر للحمل باستخدام الهرمون الجريبي بجرعة 2500-3500 وحدو دولية.
هذه الطريقة مكنتنا من التفريق بين حالة الحمل الحقيقي وحالة الحمل الكاذب (حالة الرحم المتقهقر أي وضعية الرحم بعد الولادة) بوجود الجسم الأصفر.
كما أنها أسرعت من عملية تشخيص الحمل وكشفت لنا الأبقار غير العشار، وأبعدت الشك بوجود الحمل من عدمه في مدة أقل من ثلاثين يوماً.
الطريقة: حقنت الأبقار المشكوك بها تحت الجلد بجرعة 2500-3500 وحدة دولية من الهرمون الجريبي (جرافاجرمون) مع 1.5-2 مل محلول فيزيولوجي 0.9% كلور الصوديوم.
النتيجة: الأبقار غير الحاملة: كانت تأثير الهرمون الجريبي عليهم بأن أظهر دورة الشبق عندهم بمعدل وسطي خلال 7 أيام من الحقن.
الأبقار الحاملة: كان تأثير الهرمون عليها سلبياً وهذا أثبته الفحص الشرجي فيما بعد وأثبتت أيضاً أن العجول كانت سليمة صحياً.
4- ينصح بحقن المضادات الحيوية داخل الرحم بعد 8-12 ساعة من التلقيح الاصطناعي للأبقار المصابة بالتهاب الرحم الخفي وذلك لرفع فعالية التلقيح الاصطناعي.
5- فحص حيوية الحيوانات المنوية تحت المجهر بعد تذويب الحبيبة وقبل التلقيح مباشرة.
6- تنظيم سجلات خاصة بالملقح الاصطناعي في المزرعة بحيث يصنف الأبقار إلى ثلاث مجموعات كما سبق شرحه.
7- تنظيم نزهات يومية للأبقار لمدة لاتقل عن 4-5 ساعات يومياُ.
8- وضع ثور مخصي بين الأبقار الطليقة وبشكل حر وذلك ليكشف الشبق عند الأبقار والخصي يجب أن يتم بطريقة خاصة. وهذه النقطة حيوية وذات قيمة عالية لأنه مهما كان الملقح الاصطناعي مهتماً ومنتبهاً فلابد أن يخفى عليه أشياء كثيرة من الناحية الفيزيولوجية التناسلي لايكشفها إلا الذكر.
9- التوليد : ويشمل التدخل الفني الصحيح وفي الوقت المناسب كما يجب عدم سحب الجنين وشده بشكل جائر إضافة إلى اتخاذ الإجراءات الصحية الوقائية.
10- احتباس المشائم: إن الوضع الطبيعي للبقرة الوالدة أن تسقط مشيمتها من تلقاء نفسها عقب الولادة وخلال 24 ساعة لأن بقاء المشيمة داخل الرحم سيؤدي إلى التهابه كما أن بقاءها يؤدي إلى إفراز سموم تؤثر على البقرة بشكل كبير وهذا يتطلب رفع المقاومة الذاتية للبقرة الذي ينعكس بصورة سلبية على الإنتاج والشهية وبالتالي إلى تأخر موعد التلقيح وتقل نسبة الإخصاب في البقرة بشكل خاص والقطيع بشكل عام. لذا يجب أن يتدخل الطبيب البيطري بعد 24 ساعة من الاحتباس ويكون التدخل بشكل لطيف ونظيف ويشبه المساج وفي حال عدم سقوط المشيمة يجب وضع تحاملي رحمية موضعية ثم يعود للمحاولة بعد 48 ساعة وبنفس أسلوب المرة السابقة وتوضع التحامل بعد كل تدخل. وبعد نزع المشيمة بفترة 5-6 أيام يفحص رحم البقرة للتأكد من سلامة وضعه وتراقب هذه الحالات بشكل مستمر للتأكد من شفائها بشكل نهائي وعلى الطبيب البيطري في حال توقعه حدوث احتباس مشائم في بعض الأبقار ( أبقار ضعيفة، أجهدت بعد الولادة، ولادة مبكرة) يجب إعطاء 25 وحدة دولية من أوكستيوسين بالعضل بعد الولادة مباشرة ويعاد إعطاء هذه المادة لمدة يومين آخرين في حال عدم سقوط المشيمة إلى جانب التدخل ووضع التحاميل كما ذكر سابقاً ويجب ملاحظة استعمال المطهرات والمزلقات أثناء التدخل لنزر المشيمة يفضل إعطاء مادة قابضة في حال وجود سوائل رحمية وفي حال كون هذه السوائل صديدية يتم غسل الرحم بمادة مطهرة مع المساج بعد ذلك توضع المضادات الحيوية الموضعية داخل الرحم وتعطى المضادات الحيوية العامة والأدوية المنشطة حسب كل حالة ويجب الانتباه إلى أن استعمال الليكول قبل 20 يوماً غير مجد.
ولمنع حدوث احتباسات المشائم يجب بمراعاة مايلي:
1- تقديم عليقة متزنة بمحتواها من طاقة وبروتين وفيتامينات وأملاح معدنية وعناصر نادرة وألياف.
2- الإجراءات الوقائية العامة ( صحة القطيع بشكل عام والأبقار الجافة بشكل خاص).
3- التوليد الصحيح والصحي.
11- المعالجة بهرمون البروستاغلاندين : يستعمل هذا الهرمون بثلاثة حالات وهي:
أ- حالة عدم الإصراف بعد الولادة: أي أنه لم تظهر حالة الشبق على البقرة من خلال مراقبتها بشكل جيد فهذه الحالات تفحص بدقة وبعد التأكد من وجود جسم أصفر تعطى الهرمون المذكور وقد أثبتت التجارب أنه نتيجة معالجة 73% من قطيع أبقار لم تظهر عليها علامات الشبق وعندما عولجت بهذا الهرمون كانت النتيجة أن 82% من الأبقار المعالجة ظهرت عليها علامات الشبق ولقحت وكانت نسبة إخصابها 54% بعد التلقيحة الثانية.
ب- حالة عدم الإصراف بعد التلقيح أي أنه تم تلقيح هذه الأبقار وكانت نتيجة فحص الحمل فارغة فهذه الحالات تفحص بدقة وبعد التأكد من وجود جسم أصفر تعطى هرمون البروستاغلاندين وقد أثبتت التجارب أنه نتيجة معالجة 500 بقرة لديها هذه الأعراض بهذا الهرمون كانت نسبة الأبقار التي ظهر عليها الشبق 82% ونسبة الإخصاب بينها بعد التلقيحة الثانية 52% وتركت 941 بقرة بدون معالجة فكانت نسبة الأبقار التي ظهر عليها الشبق 50% ونسبة الإخصاب منها 28% بعد تلقيحتين.
ج- حالة البيومترا ( التجمع القيحي في الرحم): تعالج هذه الحالات بهرمون البروستاغلاندين لتفريغ محتويات الرحم وبعد مرور 8-10 أيام يتم غسل الرحم بالليكول.
وقد أثبتت التجارب أن 95% من الأبقار المصابة بالبيومترا والتي عولجت بهذا الهرمون قد أفرغت محتويات الرحم وتم غسيله ولقحت الأبقار بعد ذلك.
كل هذه العوامل السابقة بالإضافة إلى تحسين المستوى الغذائي للأنثى (عزل الأعلاف الحامضة من العليقة، حقن الفيتامينات) ترفع خواص وفعالية التلقيح الاصطناعي.
هذا من الناحية الحقلية ، أما من الناحية المخبرية فيمكننا :
أولاً : التشخيص الميكروبيولوجي لمسببات الإجهاض الفيروسي الطفيلي.
ثانياً: تشخيص التهاب الرحم الخفي.
ثالثاً: تشخيص أمراض الاستقلاب ( تحليل الدم)
ولكل منهم طرقه الخاصة المخبرية في البحث.