المتحف الزراعي الزراعة هي التي صنعت التاريخ، ذلك التاريخ التقدمي الذي صاحب تطور البشرية منذ فجر نشأتها، و اقترن بالمدنية ليتفاعل معها و يؤثر فيها.والزراعة كانت وما زالت أساس الحضارات، منها تكونت وبها دعمت،إنها تراث و تقاليد و مهنة وحياة، تسلمتها الأجيال المتعاقبة عبر التاريخ،وسجلها القدماء برسوم تاريخية على مقابرهم ومعابدهم لتسجيل أعظم حضارة عرفها التاريخ، فقد كانت نقطة تحول في تاريخ البشرية.
و لقد مر أمد طويل على بلادنا، و النيل يشق أرضها، فتنبض بالحياة،و ينشر الخير على ضفتيه ويبنى الحضارة مع بناءه للتاريخ نفسه.و لما كانت مصر هى أعرق البلاد في الزراعة،فقد رأي الملك فؤاد الأول أن يكون لمصر متحفاً زراعياً يقوم بنشر المعلومات الزراعية والاقتصادية في البلاد .وقد وقع الاختيار على سراي الأميرة فاطمة إسماعيل، ابنة الخديوي إسماعيل و شقيقة الملك فؤاد الأول، ليكون متحفاً زراعياً، و قد روعي في انتخاب هذا القصر وقوعه على مقربة من وزارة الزراعة لتنعكس فيه جهود أقسامها المختلفة ، و كان ذلك في عام 1929 م.
وبدأ تنفيذ التعديلات المعمارية اللازمة لتحويل السراي إلى متحف في مارس 1930 ، و خُصص لعرض معروضات المملكة الحيوانية.و تنفيذاً لخطة إنشاء متحف تتناسب عظمته و مكانة مصر الزراعية ، انشئ مبنى جديد مستقل – على نفس طراز القصر – و ذلك لعرض معروضات المملكة النباتية في عام 1935.كما انشئ مبنى آخر ليكون قاعة للمحاضرات و السينما و مكتبة في عام 1937 .و في 16 يناير 1938 افتتح الملك فاروق المتحف رسمياً ، و سُمي " متحف فؤاد الأول الزراعي ".